إلى "رياض" إبن "سلامة" من "محمد" إبن "سلام"
بعد السلام وتمني السلامة
قد تفاجأ بأني أخاطبك فأنت لا
تعرفني وأنا لا أعرفك.
ما دفعني إلى مخاطبتك هو لحظة تأمل
في مغازي إسمك الذي يجمع بين نعمتين، نعمة "رياض" بمعناها الجمالي
النعمي القاموسي، ونعمة "سلامة" بكل معانيها في كل قواميس العلوم.
نعم. أنا لا أخاطبك لأمالقك، فأنا
لست من الماسحين اللاحسين، ولا أنت من المتصدقين على المنافقين أو النابحين.
ولا أخاطبك لأحاسبك فأدينك أو
ألبسك ثوب براءة. فما أنا بمستوى ومعرفة وموقع من يحاسب ويحلل في شؤون عالم المال
والأعمال.
أخاطبك لأطالبك بما لي من حق عليك،
وما لك من واجب لي.
نعم. حقي أنا، المواطن اللبناني،
عليك أنت، الحاكم في أمر النقد العام، أن أطالبك بأن تستفيد من "اللحظة
التاريخية" التي تدخلك إلى سدة التاريخ من بابه العريض، بأن تنصف هذا الشعب
المسكين وتسقط هيكل التكاذب على رؤوس الجميع كي تعود للبنان رياضه ويعود للشعب سلامه.
وهذه لا تعود إلا بهدم هيكل
التكاذب وتعرية منظومة الفساد التي قامت منذ تأسيس لبنان الكبير قبل 100 سنة على
فلسفة التكاذب التي تعتبر أن كشف الحقيقة يؤدي إلى حرب أهلية، فيما الحقيقة هي أن
التكاذب يختم "الجرح على زغل" فيتقيح وينفجر ... حروباً أهلية.
هكذا إنفجرت جروحنا التي ختمت على
زغل نزاعات: في 1952، في 1958، في 1975، في 1977، في 1989، في 2005، في 2008، وفي
2016 ... وستبقى جروحنا تنفجر إن لم تهدم أنت الهيكل، وتفقي أنت الدملة، كي يتولى
الشعب "النظيف" بدعم من المجتمع الدولي تنظيف الجرح وتعقيمه فيجف قيحه
وتموت سمومه "أو تقتلها المضادات" لا فرق، ويتمكن هذا الشعب المنهك من
العمل على إسترداد عافيته في "جسد سليم" كي يعيش بسلام وينعم بالسلامة.
يبدو أن نظرية شمشون الجبار قد أزعجت
مرضى وباء التكاذب الذين يرفضون إستشارة طبيب "حتى ما ينبعلنا ألف علة"
علماً أن العلل معششة فيهم وبأجسادهم وعقولهم الخبيثة العفنة.
لذلك أطالبك لا بأن تكون شمشون
الجبار، بل أن تحوّل ذلك الشمشون إلى قزم قياساً إلى ما ستقوم به، لأن الهيكل الذي
يجب أن تهدمه أوسع، وأكبر، وأعتى، وأشرس، من ذلك الكوخ الذي هدمه شمشون (شمشوم
الشؤمان) وصار بهدمه مشهوراً.
أهدم هيكل "عصابة القرن"
عليك وعلى أعدائك وعلى أعدائنا ... وعلينا أيضاَ، لا بأس، ومن يهدد بأن يشعل حرباً
أهلية فليفعلها الآن أفضل من أن يختم الجرح على زغل مجددا وينفجر قيحاً بعد فترة
سارقاً من شبابنا تعباً وجهداً بذلوه لبناء وطن. فليهدم البناء المعيوب أثناء صب
الأساس أفضل من أن تنهار ناطحة سحاب بشاغليها، فالضحايا والخسائر ... تبقى أقل.
وإذا صدّقت وعود الكاذبين وأحجمت
عن هدم الهيكل على رؤوس الجميع، أنصحك بأن تتذكر رفيق الحريري، رحمه الله، الذي "أحبوه" وشاركوه على قاعدة
"ومن الحب ما قتل" ... فقتله "أبو عدس"!!!!!
ولا تنسى، نحن في أول أيام رمضان،
وشوربة العدس طبق يومي، خصوصاً في زمن الغلاء الفاحش لأنها أرخص من ... جاط فتوش
.... على مائدة طاووس أبو ريش منفوش. الحياة عبر.
والسلام ... ختام


