الأحد، 26 أبريل 2020

إلى "رياض" إبن "سلامة" من "محمد" إبن "سلام"






إلى "رياض" إبن "سلامة" من "محمد" إبن "سلام"

بعد السلام وتمني السلامة

قد تفاجأ بأني أخاطبك فأنت لا تعرفني وأنا لا أعرفك.
ما دفعني إلى مخاطبتك هو لحظة تأمل في مغازي إسمك الذي يجمع بين نعمتين، نعمة "رياض" بمعناها الجمالي النعمي القاموسي، ونعمة "سلامة" بكل معانيها في كل قواميس العلوم.
نعم. أنا لا أخاطبك لأمالقك، فأنا لست من الماسحين اللاحسين، ولا أنت من المتصدقين على المنافقين أو النابحين.
ولا أخاطبك لأحاسبك فأدينك أو ألبسك ثوب براءة. فما أنا بمستوى ومعرفة وموقع من يحاسب ويحلل في شؤون عالم المال والأعمال.
أخاطبك لأطالبك بما لي من حق عليك، وما لك من واجب لي.
نعم. حقي أنا، المواطن اللبناني، عليك أنت، الحاكم في أمر النقد العام، أن أطالبك بأن تستفيد من "اللحظة التاريخية" التي تدخلك إلى سدة التاريخ من بابه العريض، بأن تنصف هذا الشعب المسكين وتسقط هيكل التكاذب على رؤوس الجميع كي تعود للبنان رياضه ويعود للشعب سلامه.
وهذه لا تعود إلا بهدم هيكل التكاذب وتعرية منظومة الفساد التي قامت منذ تأسيس لبنان الكبير قبل 100 سنة على فلسفة التكاذب التي تعتبر أن كشف الحقيقة يؤدي إلى حرب أهلية، فيما الحقيقة هي أن التكاذب يختم "الجرح على زغل" فيتقيح وينفجر ... حروباً أهلية.
هكذا إنفجرت جروحنا التي ختمت على زغل نزاعات: في 1952، في 1958، في 1975، في 1977، في 1989، في 2005، في 2008، وفي 2016 ... وستبقى جروحنا تنفجر إن لم تهدم أنت الهيكل، وتفقي أنت الدملة، كي يتولى الشعب "النظيف" بدعم من المجتمع الدولي تنظيف الجرح وتعقيمه فيجف قيحه وتموت سمومه "أو تقتلها المضادات" لا فرق، ويتمكن هذا الشعب المنهك من العمل على إسترداد عافيته في "جسد سليم" كي يعيش بسلام وينعم بالسلامة.
يبدو أن نظرية شمشون الجبار قد أزعجت مرضى وباء التكاذب الذين يرفضون إستشارة طبيب "حتى ما ينبعلنا ألف علة" علماً أن العلل معششة فيهم وبأجسادهم وعقولهم الخبيثة العفنة.
لذلك أطالبك لا بأن تكون شمشون الجبار، بل أن تحوّل ذلك الشمشون إلى قزم قياساً إلى ما ستقوم به، لأن الهيكل الذي يجب أن تهدمه أوسع، وأكبر، وأعتى، وأشرس، من ذلك الكوخ الذي هدمه شمشون (شمشوم الشؤمان) وصار بهدمه مشهوراً.
أهدم هيكل "عصابة القرن" عليك وعلى أعدائك وعلى أعدائنا ... وعلينا أيضاَ، لا بأس، ومن يهدد بأن يشعل حرباً أهلية فليفعلها الآن أفضل من أن يختم الجرح على زغل مجددا وينفجر قيحاً بعد فترة سارقاً من شبابنا تعباً وجهداً بذلوه لبناء وطن. فليهدم البناء المعيوب أثناء صب الأساس أفضل من أن تنهار ناطحة سحاب بشاغليها، فالضحايا والخسائر ... تبقى أقل.
وإذا صدّقت وعود الكاذبين وأحجمت عن هدم الهيكل على رؤوس الجميع، أنصحك بأن تتذكر رفيق الحريري، رحمه الله،  الذي "أحبوه" وشاركوه على قاعدة "ومن الحب ما قتل" ... فقتله "أبو عدس"!!!!!
ولا تنسى، نحن في أول أيام رمضان، وشوربة العدس طبق يومي، خصوصاً في زمن الغلاء الفاحش لأنها أرخص من ... جاط فتوش .... على مائدة طاووس أبو ريش منفوش. الحياة عبر.
والسلام ... ختام

الجمعة، 24 أبريل 2020

لبنان أمام خيارين: حرب أهلية أم حرب تحرير وطنية؟؟؟





لبنان أمام خيارين: حرب أهلية أم حرب تحرير وطنية
محمد سلام 
لا يوحّد لبنان إلا سقوطه تحت "إحتلال عدو خارجي" ولا يشرذم لبنان إلا "سطوة عميل داخلي لعدو خارجي". 
هكذا علمنا تاريخنا، وهذا ما يقوله لنا حاضرنا. فهل نحن أمام إشتعال حرب أهلية جديدة بين "عملاء داخليين لأعداء خارجيين" أم نحن أمام إندلاع "حرب تحرير وطنية ضد إحتلال خارجي وعملائه المحليين"؟؟؟؟
ولا ينظرّن علينا أحد برومانسية شعار "ثورة" لأننا لسنا -  لم نكن يوماً، ولن نكون - "شعب ثورة" لأننا لسنا شعباً بل مجموعة شعوب مكوّمة على رقعة كيان صودف أنها على تقاطع طرق حضارات مختلفة، نمارس مهمة الدلالين (السماسرة) ونكذب على أنفسنا وغيرنا بأننا "تجار"، فيما نحن مجرد مقدمي خدمات لكل عابر سبيل، فمن يريد غذاء نقيم له وليمة، ومن يريد إحتفالاً ننظم له حلقة دبكة، ومن يريد سلاحاً نشتريه له ونقبض "القومسيون" ومن ثيابه وسخة نؤمن لم مصبغة مع مسحوق تبييض وخدمة كوي "على الناشف" ومن يريد "وناسة" نؤمن له "كرخانة" بحريرها وحرائرها ومخدراتها ونقبض بدل أتعاب "شرف الخدمة".
ومن يريد أن يسيطر على البلد نؤمن له "عملاء" لقاء بدل، ونبرر له تحرير عملائه ونبرر لغيره العفو عن زعرانه، وفي الحالتين عوائد بدل الخدمات تعمم الإزدهار" لهذا وذاك ونفاخر بعهر أننا أسياد "الاستقرار".
وعندما إحتاج الأمر إلى قول "لا" نظمّنا له فولكلور مهرجانات الصيف السياحية في الساحات الشعبية التي نجحت إلى درجة أن بعض من يقاطع البلد صار يتدفق إليه إما لحضور فعاليات "الهيلا هو" أو "للمشاركة في تقديماتها"... التي شملت من يريد أن يقول "لا" ومن "لا" يريد أن يقول "نعم". المهم أن نرقص لكل من مر على أرضنا ونقش إسمه على صخورنا، ونودعه بهم البحث على "مار" جديد."
الآن، وصلت "قرطة الشعوب المجموعين على رقعة كيان" إلى لحظة حقيقة: أي طريق تختار: طريق الاحتلال الفارسي المقنع بمخالب علوية بعث "الأمة الواحدة" الذي يطمح مع "عملائه" الداخليين إلى نزع قناعه وطرد شركائه في مهرجان العهر كي يتولى هو مباشرة حكم البلد بمفاصلة المالية-القضائية-العسكرية-الأمنية  فيطيح برياض وسهيل وجوزاف ويعين بدلاً منهم عملاءه الداخليين ما ينتج حرباً أهلية حتمية بدأ دخان نارها يتصاعد من شغب بورصة "الإطار يحدد سعر الدولار"، أم طريق "حرب التحرير الوطنية" التي تنجب سلطة تحمي رقعة الكيان من الضياع على قاعدة إيجابية جديدة، لا على جمع سلبيتي "لا للوحدة العربية ولا للتبعية الغربية" ولا على قاعدة الدولة الإسلامية أو الدولة المسيحية المطرّزة بأقليات مشبوهة الولاء، ولا على قاعدة العلمانية الشمولية التي تعادي المتدينين من كل الأديان، بل على قاعدة الولاء لوطن متعدد الإيمانيات موحد الولاء ... للوطن؟؟؟
ثورة ما في: حرب أهلية أو حرب تحرير وطنية. خياران لا ثالث لهما.
إستعادة الأموال المنهوبة هي حجر في قنطرة حرب التحرير الوطنية وليست أكثر من مجرد حبة رمل وهمية يجرفها طوفان الحرب الأهلية التي يغلّفها "ضراط" الإصلاح المزعوم الذي يصل ضجيجه إلى آذان الأغبياء ولا تشم رائحته النتنه أنوف المصابين بوباء الجهل المتفشي في بلادنا لعقود قبل ظهور كورونا في الصين..
الأحفاد لن يسامحوا "قرطة الشعوب المجموعة" إذا أساءت الإختيار وفرطت برقعة الكيان.