الخميس، 18 يونيو 2020

حرب بين قيصر أميركا وكسرى فارس. من ينتصر يحكمنا




حرب بين قيصر أميركا وكسرى فارس. من ينتصر يحكمنا

محمد سلام
من لا يراها هو أعمى بصر وأعمى بصيرة في آن. هي الحرب بين قيصر أميركا وحلفائها –روسيا ضمناً- وكسري فارس وحلفائها: الصين، كوريا الشمالية، وشراذم حلف الأقليات الجديد.
من ينتصر في هذه الحرب يحكم الدول الخمس التي أنتجتها إتفاقية سايكس بيكو: العراق، سوريا، الأردن، فلسطين ... ولبنان.
لا توجد في الدول الخمس منطقة وسطى بين قيصر وكسرى. من يتحالف مع أي منهما يعيش معه أو يموت معه. لا يمكن لمن يتحالف مع قيصر أن يعيش مع كسرى ولا يمكن لمن يتبع كسري أن يعيش مع قيصر. ما بعد المنتصر يلغي كل ما قبله.
إلإطار الزمني لهذه الحرب 3 سنوات، تنتهي عام 2023. لا علاقة لنتائج أي انتخابات في أي مكان بمسار هذه الحرب التي وضعتها "الإستابلشمنت" (المؤسسة السياسية-الأمنية-الاقتصادية العليا التي تقر الخطط الإستراتيجية) ويتولى تنفيذها من يفوز في أي انتخابات، بغض النظر عن إسمه أو حزبه أو كتلته أو عرقه أو لون بشرته ... أو شعره.
القاعدة التي تقوم عليها هذه الحرب هي: الدول المتحاربة تبقى. السلطات التي تدور على أراضيها الحرب تتغير. يعني أن نتيجة الحرب تصيب حصراً هيكلة (أنظمة) العراق، سوريا، الأردن، فلسطين .... ولبنان.
في ما يعنينا: أي لبنان، "معادلة" الحكم التقليدية القائمة على نظرية "لا غالب ولا مغلوب" سقطت وتولى قيصر، كما كسرى، دفنها وإن يكن كل لأسبابه. ولكنها ... ماتت. ولا يحيي الموتى إلا الله، سبحانه وتعالى.
وفي لبنان أيضا ماتت "صيغة" الجمهورية البرلمانية التي ينتخب نوابها رئيس دولتهم لأنها هي التي فشلت في تأمين تداول السلطة، وهي التي أنتجت "شغورات رئاسية" إضافة إلى شواغير حكومية "وفساسيد" إدارية ومالية وتجارية ... ألخ. ماتت، خلاص، لن يقبل لا قيصر ولا كسرى التعامل مع "دولة" كلما حرد عدد من نوابها يتعطل تداول السلطة فيها، ولن يقبل قيصر أو كسرى أن يتعامل مع دولة لا يستطيع أن يعقد معها إتفاقية إلا إذا أرضى كتلة نيابية محددة على حساب إزعاج كتلة أخرى على أن يرضيها في إتفاقية أخرى. ولن يرضى لا قيصر ولا كسرى أن يتعامل مع دولة لا يترشح رئيسها لمنصب الرئاسة، بل ينتخبه "نواب الأمة" بعد تلقيهم ... أمراً بإنتخابه.
صراخ الجوع والحرمان والبطالة، على أحقيته وشدة ألمه، لا يوحد الشعوب اللبنانية الزاحفة لشراء الدولار من الصرافين ب 3910 ليرات وبيعه لهم ب 4500 ليرة وما فوق، ولا يوحد شعباً يعمل "خزمتشي" عند المهربين (فعلاً خزمتشي) يسوق شاحناتهم أو دراجاتهم أو آلياتهم ويسوق بضائعهم، ويعمل خزمتشي في صناعة المخدرات، ويعمل خزمتشي عندما يشتريه المرشح في الانتخابات فيما شعوب العالم تشتري هي مرشحها وتنتخبه ... وتحاسبه عندما يصير نائباً ...
الجعدنة اللبنانية عن قوى سياسية معارضة لقوى سياسية حاكمة لا تقل جعدنة عن محتجين يسمون أنفسهم ثورة وثورة تخاف من أن تثور بما يتجاوز فكاهيات المهرجانات السياحية ورفض الإلتزام بالإجراءات الإحترازية للوقاية من كورونا وصولاً إلى وباء "كورونا كذبة".
ولا تقل جعدنة عن جعدنة سلطة تسأل عن هوية مشاغين شاهدهم اللبنانيون على شاشات التلفزة ونشروا هم صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ولا تقل جعدنة عن إجراء حوار تلفزيوني مع غلام عمره 16 سنة يحلل السياسة النقدية لرياض سلامة ولا تقل جعدنة عن المفاخرة بتوحيد الأرقام التي سيعرضها لبنان على صندوق النقد الدولي.
الإطار الزمني لحرب قيصر-كسري المقدر بثلاث سنوات عجاف يقسم إلى  3 مراحل:
- مرحلة قضم الهيكل من الداخل: وهي مرحلة مالية-إقتصادية بدأت تظهر في جميع (جميع) الشركات التي كانت قد أعدت أنيابها وأظافرها لتقاسم كعكة فساد "إعمار سوريا".... من الكسارات إلى شركات النقل وشركات "مقاولي" الخدمات. يتخللها ضربات موضعية لتسهيل القضم وعمليات إغتيال للصوص أعمال كان ريشهم قد إنتفش على هياكلهم العظمية بإنتظار كسو عظامهم باللحم المأمول. .. راح المأمول، وضاع اللحم وستسحق العظام.
- مرحلة كنس الحطام وفتات العظام وتجميعها ... وستكون صاخبة.
- مرحلة خلط الركام وفتات العظام لإنتاج مسحوق جديد يستخدم لردم حفر الماضي وإنتاج سطح جديد تنبت عليه سلطات جديدة.
قد يسأل اللبنانيون: ومن الآن حتى 2023 كيف بدنا نعيش؟؟؟؟
المعادلة الإسترايجية الحكيمة تقول: "من لا يقدر على توجيه الرياح عليه أن يحسن ضبط الشراع كي لا ينقلب زورقه ويغرق" ...
ومن البديهي القول إنه لا يوجد في كل لبنان (كل لبنان) من هو قادر على توجيه الرياح، فهل يوجد في لبنان "حكيم" يحسن ضبط الشراع؟؟؟؟
هذا هو السؤال علماً بأن الظاهر حتى الآن هو أن الأشرعة التي مزقتها الرعونة تقلب جبالاً ومحافظات لا مجرد زوارق صغيرة ... فقط
... ومن يعش ير