محمد سلام
"شركة نفط
المتوسط" غير مدرجة في السجلات التجارية ... حتى الآن، لكن التسمية معتمدة في
الدراسات الجيوستراتيجية "المصنفة" للإشارة إلى شراكة قيد الإعداد بين
إسرائيل ولبنان وسوريا وقبرص وتركيا واليونان في الثروة النفطية بمنطقة شرق
المتوسط برعاية أميركية-روسية-صينية وعدم ممانعة أوروبية.
المفاوضات التي سترعاها
أميركا بين لبنان وإسرائيل عنوانها "الإسمي" هو ترسيم الحدود، أما
مضمونها الواقعي فهو "تنظيم وضمان الإلتزام بالحصص بين لبنان وإسرائيل في
الآبار النفطية المتواجدة في منطقتي الكيانين المتجاورين" أي الآبار
النفطية-الغازية المشتركة جغرافياً وغير المشتركة سياسياً.
الأمم المتحدة لا علاقة لها
بالمفاوضات التي ستجري بين لبنان وإسرائيل، ولا بضمانة تنفيذها، لأن الأمم المتحدة
ستتمثل فقط بمقر إستضافة المفاوضات بمركز قيادة اليونيفل في الناقورة، علماً بأن
اليونيفل هي "قوة الأمم المتحدة (المؤقتة) في لبنان" وبما أنها مجرد
"مؤقتة" ويجدد تكليفها سنوياً، فلا يمكن إيكال مهمة ضمان إتفاق
"دائم" لمضيف "مؤقت"....
في شمال لبنان، ترعى روسيا
مفاوضات مماثلة للشراكة في الآبار النفطية المشتركة بين لبنان "وسوريا
الروسية" وتنطبق عليها نفس شروط الشراكة التي تعمل عليها أميركا بين لبنان
وإسرائيل...
الملفت أن التفاوض لتأسيس
الشركة يشمل "سوريا الروسية" أي سوريا-بوتين، لا "سوريا"
بالمطلق، ما يعني أن التمدد الأسدي خارج سوريا الروسية غير مشمول بالشراكة كونه
إمتداد "لسوريا الإيرانية" وهو ما يعكس المضمون المركزي لشركة نفط
المتوسط الذي لا يسمح بوصول إيران إلى البحر الأبيض المتوسط كونها دولة غريبة غير
متوسطية.
في الشق التركي-القبرصي قد
يتجه أردوغان لتجاوز عقدة الصراع مع قبرص عبر حل جمهورية قبرص التركية وضمها إلى
تركيا الأم كي تحمل الرقم 82 في محافظات الجمهورية التركية. قد يعترض الإتحاد
الأوروبي "رمزياً-كلامياً" على مثل هذه الخطوة التركية ولكنه لن يعارضها
واقعياً لأنه يحتفظ بحصته في الشركة عبر دولتين عضوين في الإتحاد الأوروبي، قبرص واليونان.
وماذا عن إيران؟؟؟
إيران تتجه
"للمضاربة" على الشركة عبر "شركات أذرعها في سوريا ولبنان"،
وهي شركات تحت عدة مسميات وهويات لا تمت إلى مفهوم الشركة الموضوعي بصلة، ولكنها
شركات بخلفيات عقائدية.
ما هي شركات الأذرع
الإيرانية في سوريا ولبنان؟؟؟
الميليشيات هي عملياً
شركات، توظف عناصر، لقاء بدلات مادية أو نفعية، وتتخصص بكونها شركات توظف عناصر من
بيئة معادية بهدف تطبيع العلاقة مع دولة الولي الفقيه الفارسي.
من هذه الشركات، شركة
"سرايا المقاومة" في لبنان المتخصصة بتوظيف عناصر سنة لقاء بدل مادي أو
بدل نفعي، أو مجرد غطاء يحمي من الملاحقات.
ومن هذه الجمعيات
"جمعية إتحاد العلماء المسلمين" وأمثالها والهدف هو نفس الهدف من شركة
السرايا، إضافة إلى "شركات دينية مشابهة".
أما شركات "التطبيع
الثقافي" الفارسي فقد تمثلت بإنتشار مؤسسات تعليمية ، جامعات وصالونات أدبية،
في مناطق معادية تحت مسميات ملتبسة.، والهدف دائماً هو ... التطبيع.
أخطر هذه
"الشركات" هي شركات "التطبيع االمهني" التي تخترق بيئات
معادية بمسميات صناعية حرفيه ملتبسة، كبعض محال بيع الحلويات التي لا تحمل أسماء
عائلية وبعض شركات صناعة وبيع المفروشات من خارج السجل التاريخي لهذه المهنة وبعض شركات
الخدمات المنزلية والمجتمعية وبعض شركات الصيانة العامة ألخ.
الحرب الباردة مشتعلة بين
إيران وشركة نفط المتوسط وستتحول إلى حرب حارة ... في أي لحظة