محمد سلام
إذا أجرينا بحثاً في غوغل نستطيع أن نجد كماً هائلاً من المعلومات عن هوليوود الأميركية وبوليوود الهندية وأي ووود أخرى تتعاطى إنتاج الأفلام

، إلا "سنّة وود". لا نجد أي معلومة عنها مع أننا نشاهد أفلامها معروضة على عدة شاشات في عدة صالات سينما في لبنان، آخرها شاشة سينما طرابلس التي يبدو أنها المفضلة" لسنة وود" كونها تتسع لمئات آلاف المشاهدين لذلك يكررون عروضهم فيها.
حاولت أن أؤرخ لعروض أفلام "سنّة وود" بعدما فشلت في التدقيق بهوية أصحابها، وأجريت بحثاً في الأراشيف الورقية والإلكترونية فتبين لي أن أول إنتاجها الجماهيري "الحديث" عرض على شاشة طرابلس العملاقة وكان الفيلم عجائبياً-جماهيرياً حشد له آلاف الممثلين ممن إرتدوا أدواراً إسلامية مزعومة وأطلقوا حبكة ممجوجة لتأسيس "إمارة إسلامية" لم تحقق للإسلام والمسلمين سوى ما أراده المنتج: أي الكره للمسلمين السنة حتى من قبل أهل مدينة طرابلس ...
ومن أبرز مشاهد ذلك "الإجتهاد الشيطاني" أن الممثلين كانوا يفجرّون البواخر المحملة بالمشروبات الكحولية "نهاراً"، ولكن فقط بعد أن يكونوا قد أفرغوا حمولتها "ليلاً" في زوراق صغيرة وباعوها لتجار المشروبات الكحولية جنوبي شكا، للإستفادة من أثمانها في تمويل .... الإجتهاد الشيطاني".....
وما زال أهل طرابلس يذكرون تلك الحقبة ... بقرف.
وبعد فيلم "الإمارة" المزعومة عرضت "سنة وود" على شاشة طرابلس العملاقة فيلم "فتح الإسلام" الذي نجا بطله شاكر العبسي من الموت أثناء إقتحام الجيش قاعدته التي زرع فيها بمخيم نهر البارد ... وإختفى مع حفنة من "النجوم" ثم قيل إنه قتل لاحقا على شاشة سوريا-الأسد، ... والله أعلم.
وعرّجت "سنة وود" على صالة ضاحية عبرا، شرقي صيدا، فعرضت على شاشتها "الصغيرة" فيلما متطوراً تجاوز "النهاية السعيدة" لسلفه عبر لغز إختفاء شاكر العبسي لينطلق ببداية قائمة على لغز تعيس: "معركة لا يتحدد "من بدأها" وينتهي بلغز إدانة من شارك فيها من دون تحديد "من تسبب بها".
وإستمرت "سنة وود" في عرض حلقات فيلم عبرا على "شاشة الوطن" الكبيرة فطلبت "عفواً عاماً" عمن أوقف ولم يحاكم، أوعمّن صدرت بحقه مذكرة توقيف ولم يوقف ولم يحاكم، في حبكة سينمائية فائقة الدهاء لتثبيت إدانة من لم تتم محاكمته، وإستثنت من قانون "العفن العام" من قتل أو قاتل الجيش، متجاوزة "محاسبة من تسبب بالفاجعة للجيش وللموقوفين" من غير المدانين قضائياً ... والمدانين سينمائياً.
وعادت "سنة وود" إلى شاشة طرابلس، ولكن بفيلم قصير هذه المرة، إستغرق بضع ساعات عشية عيد الفطر، خاتمته إقتصرت على قتل "الداعشي الذئب المنفرد الخنزير" ومفاعيله أطاحت بقانون العفن العام الذي بكته هيئة علماء المسلمين متناسية - أو متجاوزة – ضرورة الإصرار على محاسبة ومعاقبة من تسبب لها وللموقوفين وللجيش بمصيبة عبرا إضافة إلى محاسبة من قتل الجيش.
من إستفاد من مفاعيل عرض فيلم "الخنزير الذئب الداعشي المنفرد" الذي نفذ جريمة القتل المستنكرة والمدانة بعناصر الجيش وقوى الأمن على شاشة طرابلس عشية عيد الفطر، ومن يستثمر في "أكاذيب تفاسير ما بعد تنفيذ الجريمةا؟؟؟؟
معاقبة قتلة الجيش "ضرورة وحق لا تراجع عنه"، كما "محاسبة ومعاقبة من تسبب بقتل الجيش يجب أن تكون ضرورة وحق لا تراجع عنه."
"سنة وود" عنوان لبناني "متاح" لمتعاطي النقد السنمائي حصراً، مع أن مضامينه أخطر وأكثر وأكبر من سياسية-أمنية-عسكرية-كيانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق