الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

هل يكون ميشال عون آخر رئيس ينتخبه مجلس النواب اللبناني؟؟؟؟ محمد سلام



هل يكون ميشال عون آخر رئيس ينتخبه مجلس النواب اللبناني؟؟؟؟

محمد سلام

ينظر المجتمع الدولي، والعربي أيضاً، إلى لبنان على أنه كيان يعاني من "مشكلة نظام" يسبب له كل المشكلات التي يعاني منها الشعب اللبناني.

ما هي "مشكلة النظام" هذه من وجهة نظر المجتمع الدولي، والعربي أيضاً؟؟؟؟

"مشكلة النظام" تتلخص بأن الشعب اللبناني يكاد يكون الوحيد في العالم الذي لا ينتخب حكامه، بل تتولى السلطة التشريعية (البرلمان) إنتخاب الحكام نيابة عن الشعب ما يتسبب بالشغور الرئاسي، والشغور الحكومي ... ألخ.

هذا النظام الصديء يجب تغييره كي يتمكن الشعب اللناني من إنتخاب حكامة وكي تتفرغ السلطة التشريعية لمهمتها التي هي التشريع والمحاسبة، من دون إمتياز التعدي على صلاحيات الشعب في إختيار رؤسائه لأن الشعب ليس قاصراً، أو يفترض أنه غير قاصر.

ولكن ماذا عن التوزيع الطائفي للمواقع الرئاسية؟؟؟

حتى لو تم تكريس طوائفية المواقع الرئاسية، فإن الطوائف التي تشغل هذه المواقع لن توافق عليها.

فإذا إنتخب الشعب رئيسا مارونياً للجمهورية، مثلاً، سيعتبر الموارنة أن تحالف طوائف أخرى هو الذي أدى إلى إنتخاب هذا الرئيس، وكذلك سيكون موقف السنة إذا إنتخب الشعب رئيسا سنياً للحكومة.

الرئيس الوحيد الذي لا يمكن أن ينتخبه الشعب هو رئيس المجلس النيابي لأنه رئيس سلطة، أي رئيس إجرائي، وليس رئيساً تنفيذيا، وبالتالي يكون، من نصيب "الأكثرية النيابية" حتى لو بقي المنصب شيعياً في النص.  

ومن عجائب النظام اللبناني الصديء أنه لا يشترط إعلان شخص للترشح لمنصب رئاسي، ولا يشترط إعلان من يجب أن يكون مرشحاً لبرنامج سياسي يترشح على أساسه. فلا يعرف المواطن اللبناني من يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ولا لرئاسة الحكومة ولا لرئاسة المجلس النيابي.

الرؤساء في لبنان هم "كلمة سر" لا يعرفها الشعب بل يبلّغ بنتيجتها. والشعب سعيد بهذا الجهل، بل الشعب سعيد بتعدي النواب على حقه في إنتخاب رؤسائه، بل الشعب مدافع شرس عن هذا الصدأ.

المجتمع الدولي الذي صار صدأ النظام اللبناني يزعجه ويتعبه ويقلقه ويهدد مصالحة قرر أن يغير هذا النظام، آخذا في الإعتبار أنه هو، أي المجتمع الدولي، الذي أسس هذه الدولة "الكبيرة" على جزء من تركة الدولة العثمانية، قبل 100 سنة، وهو الذي كلف الإنتداب الفرنسي وضع نظامها الذي تخلى عنه حتى صانعه الفرنسي.

تغيير النظام اللبناني قرار دولي-عربي يجري تنفيذه حاليا، بل يجري تنفيذ الفصل الثاني منه بعدما أنجز الفصل الأول بإسقاط "وراثة" الرئيس ميشال عون عبر فرض عقوبات أميركية على الوريث جبران باسيل.

الفصل الثاني من قرار تغيير النظام اللبناني قد يكون قاسياً، ومؤلماً، وصاخباً، ودموياً لأنه سيجمع في آن المصاعب الإقتصادية-المالية، والفسادية، والأمنية بشقيها الإجتماعي والسياسي، التي يعاني منها الشعب اللبناني ويضعها في كأس واحدة ليوجه إليها ضربة قاضية واحدة.

حتماً سيكون هناك "محور تحالف" يواجه هذا القرار برمته، ولن تكون المواجهة مجرد رحلة، بل حقبة ولادة وطن جديد ... وأي ولادة لا تتم إلا بالآلام ...

  

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

النظام اللبناني ينفجر. بصمت، بصخب أم بدوي ودمار؟؟؟؟ محمد سلام


النظام اللبناني ينفجر. بصمت، بصخب أم بدوي ودمار؟؟؟؟

محمد سلام

النظام اللبناني ينفجر. هذا هو المشهد من الخارج. سلطاته تواجه بعضها البعض أشبه ما تكون بقطارات تتبع مسارا تصادميا على سكة واحدة في إتجاهات متناقضة:

ألقضاء في مواجهة السلطة التشريعية، والقضاء في مواجهة بعضه. رئاسة الحكومة في مواجهة رئاسة الجمهورية. حكومة تصريف الأعمال رئيسها يتلحف برؤساء الحكومات السابقين ووزير داخليتها يفاخر برفض تنفيذ قرار قضائي محتمل ... حتى قبل صدوره.

السؤال ليس هل إنفجر النظام اللبناني لأن ما نشاهده هو إنفجار حقيقي.

السؤال هو: هل سيكون الإنفجار صامتا؟؟؟ أم صاخباً؟؟؟ أم مدوياً مدمراً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نجحت السلطة في تجاوز مخاطر الإنفجار الصاخب عندما أعلن الإتحاد العمالي إلغاء إضرابه التهويلي بزعم أنه توصل إلى وعود متعلقة بمسألة رفع الدعم، فيما الأضراب ألغي خوفاً من إصدار صوان دفعة إتهامات جديدة تشد من عصب المظلومين وتحرك الساكنين منهم الملتزمبن منازلهم فتؤدي إلى تصادم في الشارع يجعل الإنفجار صاخباً ... وقد يدفعه إلى أن يكون مدوياً وهو ما لا تريده طغمة النظام ولا شريحة العبيد الأزلام.

التوترات الإقليمية المتصاعدة كغيمة الفطر التي تصاعدت من تفجير /أو إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي أيضاً زادت من مخاوف الطغمة وآخرها ما يتردد في الأروقة الدولية من أنه تم التوصل إلى إتفاق لدعم الخيار الصواني وفق الطريقة الإيطالية بتوسيع إطار العقوبات، لا الأميركية فقط، بل الأميركية-الأوروبية-العربية لتطال شرائح بلدية وإختيارية ووضعها تحت مطرقة العقوبات.

على خلفية هذه المعلومات تفهم التخويفات المحلية من إغتيالات وعمليات شغب يروج لها على أن تنفذها "ذئاب منفردة أو خلايا نائمة"، فيما المعلومات الدولية تتحدت عن شبكات وعصابات مستيقظة على نسق "سرايا" قتالية تضم أعضاء مجالس بلدية ومخاتير وتدير شبكات تضم سائقي صهاريج توزيع مياه ومحروقات، وغلمان دليفيري ومهربي مخدرات وتجار أسلحة تتغلغل في الأحياء الشعبية وتدير المسرح اللبناني بغض نظر، كي لا نقول بمباركة، من الطغمة، بإستثناء مخزن الأسلحة الذي داهمه الجيش مؤخرا في محل "لبيع البرادي واللوحات الفنية" في شارع الكنائس بطرابلس والعديد مثله في أكثر من مدينة ...... لا سيما في بيروت ومحيطها.

وكما في طرابلس تتغلغل شبكات هذه "السرايا" القتالية المستيقظة في المناطق الشعبية المكتظة، في صيدا البلد وبعض الشرحبيل وفي مخيم عشوائي خارج إطار عين الحلوة، وفي بيروت "الغربية" في زقاق البلاط، الملا، عائشة بكار، رأس النبع  وبعض الأحياء الجنوبية في الطريق الجديدة.

على هذه الخلفية تقرأ أيضاً زيارات سفراء الدول الكبرى إلى طرابلس وصيدا ... وغيرها آت لتنسيق الجهد مع "غير الملوثين" من غرف تجارة ومجالس بلدية "نظيفة".

فهل يتحول إنفجار النظام مدوياً مدمراً، إذا لم يسبق سيف الجيش المؤامرة، التي ستنفذها تشكيلات سرايا عصابات ملطخة بالخيانة يديرها عقل أسود لكن لباسها غير أسود ... للتمويه بعدما فقد الأسود جدواه وصار عبئاً على لابسه؟؟؟؟

 

 

  

لبنان،الفساد، النموذج الإيطالي ..."والشعوب اللبنانية" محمد سلام



لبنان،الفساد، النموذج الإيطالي ..."والشعوب اللبنانية"

محمد سلام

مع إنفجار دمّلة الفساد بوجه المواطن اللبناني في شقها المالي قبل أكثر من سنة كتبنا على صفحة "كلام سلام" أن هناك 3 نماذج لمكافحة الفساد في العالم:

=1=النموذج الإيطالي: الذي قاده القضاء في شباط العام 1992 عندما أصدر القاضي أنطونيو دي بيترو قراره يتوقيف عضو الحزب الحاكم ماريو كييزا، وكان إشتراكيا، بتهمة "تلقي الرشوة" وأسفرت حملة "الأيادي البيضاء" تلك عن توقيف نصف أعضاء مجلس النواب ومئات من أعضاء المجالس المحلية (البلدية) ورغم محاولة المافيا وقف العملية القانونية عبر إغتيال قاضيين، إلا أن القضاء إنتصر ... وهزم الفساد.

*حينها كتبناما معناه"لا يوجد عندنا في لبنان شبيه بالنموذج الإيطالي.

=2=النموذج السوداني:يختصر بمشهد مصادرة أموال الطغمة البائدة، وإعتقالهم، ووضعهم في أقفاص وعرضهم في الشوارع ... والشعب يصفق.

*حينها كتبنا ما معناه: شعوبنا اللبنانية ليست كالشعب السوداني.

=3= النموذج السعودي: ويختصر بدور ولي العهد محمد بن سلمان ومشهدية نزلاء فندق الريتز.

*حينها كتبنا ما معناه: لا يوجد عندنا محمد بن سلمان وفندق رومية لا يقارن برفاهية الريتز....

**** حالياً قفز فجأة "نموذجنا الصواني"، المشابه للنمودج الإيطالي. ولكن يبقى أن "شعوبنا" اللبنانية ليست كالشعب الإيطالي، ولا كالشعب السوداني، ولا كالشعب السعودي.

صحيح أن صواننا ليس أقل صلابة من الصوان الإيطالي وأي صوان آخر في كوكب الأرض، وربما في كوكب المريخ أيضا، لكن "الشعوب" اللبنانية أكثر لزاجة من الماء، فهي كما الماء تتخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه ... ولكنها لا تروي بل تزيد ظمأ بعضها البعض.

على هذه الخلفية الواقعية تقرأ التحذيرات الخنفشارية عن عمليات إغتيال، والجعدنات عن إنزال إسرائيلي على الشاطيء اللبناني وعمليات الذئاب النائمة المفترضة فهل القصد منها التحذير للحفاظ على البلد أم التهويل على القضاء للحفاظ على الطغمة؟؟؟

الجواب عند "الشعوب" اللبنانية ...