الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

لبنان،الفساد، النموذج الإيطالي ..."والشعوب اللبنانية" محمد سلام



لبنان،الفساد، النموذج الإيطالي ..."والشعوب اللبنانية"

محمد سلام

مع إنفجار دمّلة الفساد بوجه المواطن اللبناني في شقها المالي قبل أكثر من سنة كتبنا على صفحة "كلام سلام" أن هناك 3 نماذج لمكافحة الفساد في العالم:

=1=النموذج الإيطالي: الذي قاده القضاء في شباط العام 1992 عندما أصدر القاضي أنطونيو دي بيترو قراره يتوقيف عضو الحزب الحاكم ماريو كييزا، وكان إشتراكيا، بتهمة "تلقي الرشوة" وأسفرت حملة "الأيادي البيضاء" تلك عن توقيف نصف أعضاء مجلس النواب ومئات من أعضاء المجالس المحلية (البلدية) ورغم محاولة المافيا وقف العملية القانونية عبر إغتيال قاضيين، إلا أن القضاء إنتصر ... وهزم الفساد.

*حينها كتبناما معناه"لا يوجد عندنا في لبنان شبيه بالنموذج الإيطالي.

=2=النموذج السوداني:يختصر بمشهد مصادرة أموال الطغمة البائدة، وإعتقالهم، ووضعهم في أقفاص وعرضهم في الشوارع ... والشعب يصفق.

*حينها كتبنا ما معناه: شعوبنا اللبنانية ليست كالشعب السوداني.

=3= النموذج السعودي: ويختصر بدور ولي العهد محمد بن سلمان ومشهدية نزلاء فندق الريتز.

*حينها كتبنا ما معناه: لا يوجد عندنا محمد بن سلمان وفندق رومية لا يقارن برفاهية الريتز....

**** حالياً قفز فجأة "نموذجنا الصواني"، المشابه للنمودج الإيطالي. ولكن يبقى أن "شعوبنا" اللبنانية ليست كالشعب الإيطالي، ولا كالشعب السوداني، ولا كالشعب السعودي.

صحيح أن صواننا ليس أقل صلابة من الصوان الإيطالي وأي صوان آخر في كوكب الأرض، وربما في كوكب المريخ أيضا، لكن "الشعوب" اللبنانية أكثر لزاجة من الماء، فهي كما الماء تتخذ شكل الوعاء الذي توضع فيه ... ولكنها لا تروي بل تزيد ظمأ بعضها البعض.

على هذه الخلفية الواقعية تقرأ التحذيرات الخنفشارية عن عمليات إغتيال، والجعدنات عن إنزال إسرائيلي على الشاطيء اللبناني وعمليات الذئاب النائمة المفترضة فهل القصد منها التحذير للحفاظ على البلد أم التهويل على القضاء للحفاظ على الطغمة؟؟؟

الجواب عند "الشعوب" اللبنانية ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق