الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

دولة "برج بابل الكبير" إنتهت. ما البديل؟؟؟؟


 دولة "برج بابل الكبير" إنتهت. ما البديل؟؟؟؟

محمد سلام

لمن لا يعرف مغزى أسطورة برج بابل من جيل ثقافة "البزنس": الأسطورة تتحدث عن شعب حاول بناء برج يرتفع إلى السماء ليجمع الناس في مملكة واحدة بعد طوفان نوح. فعاقبهم الله بأن "بلبل ألسنتهم" أي صاروا يتحدثون لغة لا يفهمون معانيها فتعذّر تفاهمهم ودمروا ما بنوه. والتسمية من الفعل "بلبل" العربي، والعبري القريب منه "بلل".

"دولة برج بابل الكبير" المعروفة باسم لبنان الكبير إبتليت ببلبلة ألسن مكوناتها ال 18، وفق المعترف به دستورياً، ,ودخل مصطلح "الشعوب اللبنانية" القاموس السياسي العام ... فانهارت دولة البرج البابلي اللبناني الكبير. ومن لا يرى الإنهيار هو فاقد للبصر والبصيرة في آن، وما زال حوار البلبلة مستمراً ما يعكس حقيقة أن جعدنة المتبلبلين المحليين غير مؤهلة لإنتاج بديل عن البرج الذي هدمته بلبلتهم. فما هو البديل ومن يصف البديل عن البرج العليل؟؟؟

الذي جمع مكونات برج بابل العليل في دولة لبنان الكبير قبل 100 سنة - أي القوى العظمى الفاعلة – هو الذي سيرسم خارطة البديل عن البرج العليل الذي هدمته جعدنة شعوبه ما حال دون دمجها في أمة واحدة قادرة على البقاء والتطور.

من أبرز تناقضات البلبلة المحليّة أن جميع رؤساء جمهورية برج لبنان الكبير يستلمون مقاليد الحكم بعد أداء قسم الإلتزام بدستور "الأمة اللبنانية" ... غير الموجودة بصفتها أمّة، بل بواقعها الذي يجسد أسطورة البلبلة أو الجعدنة.

صانع البرج الهالك يتعاطى مع المعضلة من زاويتين: -1- زاوية مصير الكيان، أي ال 10452 كيلومتر مربع. -2- زاوية مصير قرطة العالم المجموعين على هذه المساحة.

-1- للحفاظ على الكيان، أي المساحة، من الضياع لا بد من إستبدال النظام الذي حكم قرطة العالم المجموعين على هذا الكيان. وليتم الإستبدال لا بد من تكوين أمّة من الشعوب ال18 المتبلبلة كي تتكلم هذه الأمة لغة واحدة ما يجعلها قادرة على البقاء والإرتقاء أي التفاعل مع بقية شعوب كوكب الأرض. ولتحويل هذه الشعوب المتبلبلة إلى أمة لا بد من دمجها في نظام سياسي رئاسي يتيح للشعب إنتخاب رؤسائه من خارج أي قيد طائفي أو مناطقي أو عنصري. وهذا يحتم تجريد المجلس النيابي من التفويض الذي يخوّله أن ينوب عن الشعب في إنتخاب رؤسائه فيتفرّغ لمهمة التشريع التي وجد أساساً للقيام بها أكانت السلطة التشريعية مكونة من غرفة تشريع واحدة أم من غرفتين إحداهما سياسية من خارج القيد الطائفي والمناطقي والثانية تكوينية أي من صلب المكونات الطائفية والعرقية.

هل تقبل المكونات المتبلبلة أي الشعوب اللبنانية ال 18 وما أضيف إليها من متفرعات بصيغة الكيان الجديد؟؟؟؟؟؟

السؤال غير مطروح عند "الصانع" لأن "صناعة الأمم" لا تنتج "سلعة تجارية" كي يعنيها رأي الزبائن، بل تنتج "صيغة" تفرضها على من إقتضت مصلحتها الأساسية بأن تجمعهم وما تقتضيه مصلحتها الحالية بتنظيم جمعهم مجددا لتنفيذ "دور" أعد لهم. فلا يتفلسف أحد وينظّر بحق الشعوب في تقرير مصيرها لأن "قرطة المتبلبلين هذه المجموعة على رقعة هذا الكيان فشلت خلال 100 سنة في الاتفاق على صيغة تحفظ وجودها.

-2- لتحديد مصير قرطة العالم المتبلبلين المجموعين على رقعة الكيان (إذا لم يكن خيار الصانع وحدة الكيان) لا بد من إعادة الأطراف إلى تبعية مالكها الأصلي "فيعود الفند إلى الجذع الذي خرج منه" ويتغذى منه فينتظم أداؤه في منظومة يقع ضمن محورها وينفذ دورها.

شو يعني هذا الكلام وما هي "الملحقات" وما هو الأصل الذي خرج منه الفرع وما هو الجذع الذي إنشق منه الفند؟؟؟؟

دولة لبنان الكبير تكونت من ضم 3 "أطراف" إلى لبنان الصغير الذي كان ما هو معروف الآن بمحافظة جبل لبنلن الممتدة ساحلاً من حاجز البربارة شمالاً إلى حاجز الأولي جنوبا ويحدها شرقا سلسلة الجبال الغربية.

أما "الأطراف الثلاثة" التي ضمت إلى الصغير حتى صار كبيراً فهي لبنان الشمالي، البقاع، لبنان الجنوبي.

لمن كانت هذه "الأطراف" تابعة قبل الضم أو من أي جذوع خرجت هذه "الفنود"؟؟؟

كانت الفنود أو الأطراف تتبع إما "لوالي عكا أو لوالي الشام" ....

*** ماذا يقرر الصانع: الحفاظ على الكيان أم إعادة قرطة العالم المجموعين على قاعدة كل فند إلى جذعه وخلصونا من قرفكم ووجع راسنا من جعدنتكم وبلبلتكم؟؟؟؟

*** توضيح *** السؤال ليس مطروحاً علينا ورأينا مجرد جعدنة ولا قيمة له "وكأنه لم يكن" لأننا أثبتنا على مدى 100 سنة لمن يفهم وحتى لمن لا يفهم أننا مجرد قرطة عالم مجموعين متبلبلين لا يليق بنا تولّي أمورنا ... لذلك إستعاد الصانع القرار.

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق