السبت، 31 أغسطس 2019

مثلث الاستقرار اللبناني وحلم ليلة صيف




مثلث الاستقرار اللبناني وحلم ليلة صيف

محمد سلام

الملفت في النظرة الدولية إلى "الإستقرار اللبناني" أنه لا يعتمد "السلطة" قاعدة إستقرار "الدولة"، بل يربط القدرة على تأمين الإستقرار بإدارتين وقطاع خاص: الجيش، المديرية العامة للأمن العام، القطاع المصرفي.
الجيش بقيادة قائده الحائز على ثقة المجتمع الدولي لا بوصاية "السلطة" عليه، الأمن العام بإدارة مديره الحائز على ثقة المجتمع الدولي لا بوصاية "السلطة" عليه، والقطاع المصرفي بإدارة حاكم المصرف المركزي الحائز على ثقة المجتمع الدولي به لا بوصاية السلطة عليه.
المفت أن النظرة الدولية إلى "الإستقرار اللبناني" تعتبر أن السلطة هي "مصدر عدم إستقرار" وعدم إستقرار السلطة ...يهدد ... "سلامة أسس الدولة" .
المجتمع الدولي لا يعتبر أن ضلوع الإستقرار الثلاثة خارجة على قرارات السلطة، بمعنى أنها متمردة على السلطة، لكنه يرى أنها تتمتع بهامش من "الحكمة تترجمه بحرصها على إستقرار الدولة الذي تهدده رعونة بعض قوى السلطة وسوء تقدير بعضها الآخر."
الجيش، يقول دبلوماسي غربي رفيع، حمى إستقرار لبنان في معركة فجر الجرود من رعونة "بعض قرود السلطة" واللافت في التعليق هو أن الدبلوماسي الأنكلوفوني إستخدم مفردة "Apes" التي تشير إلى القرود الشريرة لا مفردة "Monkeys" التي تستخدم تحبباً "بالسعادين المهضومة".
وحاكم المصرف المركزي، بتعاونه مع العقوبات الأميركية وحسن ضبطه إيقاع التعاون مع القطاع المصرفي، حمى "قجة اللبنانيين من رعونة قرود الشنطة الذين لو تم غض الطرف عنهم لجفت القجة وأصيب الشعب اللبناني كله بالتجفف المالي" (Financial Dehydration)، يضيف الدبلوماسي الأنكلوفوني.
أما مدير عام الأمن فيشهد دبلوماسي - لا أنغلوفوني ولا فرانكوفوني - "بحكمته، وصبره، وصدقه ونزاهته وتواضعه في التعامل مع مختلف القوى المؤثرة في المشهد الإقليمي-الدولي ما أعطى لبنان لمسة مصداقية وثقة تحتاجها الدولة ولا تستطيع السلطة أن تزعم بأنها تملكها."
ويرى دبلوماسي عربي "عتيق" أن مقررات مؤتمر "الأرز-1 الفرنسي الذي تعلّق عليه السلطة آمالها كما أطماعها هو أشبه بالترجمات العربية لمسرحية حلم ليلة صيف (أو حلم منتصف ليلة صيف) الهزلية للمسرحي الإنكليزي الشهير وليم شكسبير فلن تحوّل الفلاح زوجًا لملكة الجن، ولن تحقق الوعود الباريسية السابقة، ولا تقل خطورة عن أخطر هدايا فرنسا للبشرية في العصر الحديث التي تمثلت بالخميني ... وغيره."
فهل التحدي الذي يواجه لبنان هو "الحفاظ على الإستقرار فقط أم إنقاذ الدولة المتهاوية من رعونة السلطة التي يعتبرها المجتمع الدولي فاسدة"؟؟؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه حقبة ما بعد مسيّرات إسرائيل التي تنفذ قراراً دولياً في "الهلال المشتعل" (Crescent on Fire) بيروت-دمشق-بغداد.!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق