السبت، 30 مايو 2020

أي لبنان بعد البركان أو الطوفان؟؟؟؟




أي لبنان بعد البركان أو الطوفان؟؟؟؟
محمد سلام
لبنان يقع تحت أقدام بركان. البركان ينفث دخانه. متى (وليس هل) يقذف البركان حممه لتحرق سيوله الملتهبة كل ما على وجه أرضه من وخم؟؟؟
لبنان يقع على سور سد. سور السد يتشقق. متى (وليس هل) ينهار السد فيجرف طوفان سيله كل ما على وجه أرضه من وخم؟؟؟
لبنان هو برج بابل الحديث، شعوبه تتحدث لغات لا تفقه معانيها ولا تفهم على بعضها البعض. متى (وليس هل) ينهار البرج على ساكنيه ويدفن تحت ركامه كل ما كان يختزنه من وخم؟؟؟
ما الذي سينبت على وجه الأرض بعد حمم البركان الحارقة وسيول الطوفان الجارفة وركام بابل المارقة؟؟؟؟ هذا هو السؤال "الآن". أما الجواب فيبدأ بالظهور "في تموز" عندما "تغلي المي في الكوز" على ما يقول المثل الشعبي.
أما حمم البركان وسيول الطوفان وركام الأبراج البابلية فكلها "حقائق" آتية، بعضها "بدأ"، وبعضها يسابق البعض الآخر كما تتسابق قرارات البابلية المشرقية بين غروب رافض وشروق هابط وليل مدلهم لا بدر في سمائه ولا نجوم ...
ملفتة هي زيارة حسان دياب لمنطقة عمليات اليونيفل وأرض فجر الجرود. ملفتة لأنها معبرة عن "قلق البعض على الوجود" بل معبرة عن "كوابيس البعض" من نهاية وجود المسار والمصير الواحد في "وادي القرود" بعد مرور شهر على تطبيق قانون قيصر على أهل المسار والمصير الواحد "في الدولتين" وقلق البعض من تحديث مصير ومسار اليونيفل في 11 آب العام 2020 بعدما صار قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية غابي أشكنازي الذي أشرف على الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 "وزير خارجية" إسرائيل، وبعدما صار بيني غانتس، قائد وحدة الإرتباط مع ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، نائبا لرئيس حكومة إسرائيل، علماً بأن اليونيفل الأولى ولدت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 لعام 1978 الذي شهد إجتياح 1982 واليونيفل الثانية الموسعة ولدت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بعد حرب "لو كنت أعلم" لصاحبها حسن نصر الله في تموز-آب عام 2006 وعلماً بأن القرارين إتخذا بعد ... حربين...
والله أعلم من كل من يعتقد أنه يعلم ...

الثلاثاء، 19 مايو 2020

رسالة إلى سماحة المفتي دريان




 سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تلقينا إتصالات من أهلنا اللبنانيين المسلمين السنة المقيمين في ألمانيا يشكون من عدم وجود رجل دين مفوض من قبل دار الفتوى لإنجاز معاملات عقد القران والطلاق وما يتفرع منها لأكثر من 6 سنوات على الرغم من مراجعاتهم ما يدفع بعض الشبان الراغبين بالزواج إلى اللجوء إلى مراجع شرعية غير سنيّة.
نسأل الله أن يوفق سماحتكم في حل هذه المعضلة لما فيه مصلحة الطائفة في المغتربات، خصوصاً في هذه الظروف.
والله من وراء القصد

"مقاومة ضد محور الشر المشرقي"!!!؟؟؟




"مقاومة ضد محور الشر المشرقي"!!!؟؟؟
محمد سلام
طالما أن الشرط الأساسي لدخول لبنان كما أي دولة أخرى في "خطة إنقاذ إقتصادي" هو القبول الإلزامي "بشروط" صندوق النقد الدولي أولاً، أي "إقرار" خطة إصلاحات شاملة في المجلس النيابي، والقبول "بالإشراف المحاسبي المباشر" لصندوق النقد على "إنفاق" الأموال "بالتقسيط الممنهج ربطاً بمراحل" لتنفيذ مشاريع النهوض، وبعد النجاح في إمتحان صندوق النقد الدولي الإنتقال إلى "الدول المانحة" سواء في سيدر أو غيرها للمشاركة في تنفيذ المشاريع والإشراف المحاسبي على الإنفاق "بالتقسيط وعلى مراحل" أيضاَ، يعني ما في فلوس قبل الإنجاز،
وطالما أن البند الإلزامي الأول الذي يعتمده صندوق النقد الدولي هو "وقف التهريب وضبط الحدود اللبنانية-السورية" من "الجانب اللبناني".
وطالما أن جميع السياسيين اللبنانيين يقرّون، من دون خجل أو مواربة، بأن وقف التهريب غير ممكن، وضبط الحدود مستحيل، إلى...درجة أن ممثل مالكي مولدات الكهرباء قال على الهواء مباشرة إنه عندما طلب من وزير الأشغال وقف تهريب المازوت كي تتمكن المولدات من شرائه والإستمرار في العمل إقترح الأخير إعادة إحتساب سعر المازوت "المدعوم" بالدولار المركزي "وفق سعر السوق" ما سيرفع التكلفة على كاهل المواطن المنهوب أساساً،
طالما أن كل ما سبق يعني أن لبنان لن يحصل على قرش واحد لا من صندوق النقد الدولي ولا من الدول المانحة، وطالما أن هناك في السلطة من يفكّر على قاعدة "تسييل أصول الدولة" على الطريقة البرتغالية أي بيع ما تبقى من البلد ... والتصرف بثمنه،
وطالما أن السلطة ترفض توسعة مهام اليونيفل لتشمل ضبط حدودنا مع سوريا من الجانب اللبناني وتشمل أيضاً توسعة مهام اليونيفل لمداهمة "الأملاك الخاصة" أي منشآت وقواعد وأملاك الشركات والجمعيات، البيئية والزراعية وغيرها، التابعة لحزب الله ضمن رقعة عمليات اليونيفل،
وطلما أن هناك من يريد إدخال لبنان في محور الشر "المشرقي" أي الصين-كوريا-الشمالية-إيران والبعث العلوي لمواجهة المجتمع الدولي بأسره ما يحرمنا من أي تعاطف عربي أو دولي،
وطالما أن السلطة تريد إقفال 25 مصرفاً وتشريد الموظفين والعائلات من دون أي حق أو قانون، معطوفاً على "زرع" 5 مصارف جديده وحده الله يعلم من سيملكها،
وطالما أن الحركة الإحتجاجية الواعدة بالعودة والتي يسميها البعض ثورة هي ليست واعدة ولا ثائرة ولا ثورة بأي مقياس، بل مجرد مجموعة بشر غاضبين تحركهم مجموعة أصابع "مستفيدة" ولا يتوقع منها أن تحقق أكثر من قطع طرقات بلا جدوى والتسبب بضرب الأملاك الخاصة والعامة، بدليل أن ما تثور هذه الثورة عليه تطلب من النظام الذي تثور عليه أن ينفذه لها ... على مثال مطالبة السلطة التي يعارضها "الثوار" بإجراء إنتخبات مبكرة لمصلحة الثوار كي تطيح بالسلطة التي تثور عليها على مثال ذلك الطفل الذي كلما رأى الهلال في السماء يقول لأمة "بدي حز البطيخة هذا"،
وطالما أن المجتمع الدولي "لن يتحرك" لإنقاذ الشعب اللبناني من جور سلطته، لأن المهمة ليست مهمته، بل مهمة الشعب اللبناني – هذا إذا كان هذا الشعب يعي ما هي مهمته - غير النق واللت والجعدنة واعتبار الهيلا هو ثورة وتزعيم ضباط متقاعدين على الثورة بعدما كانوا أثناء خدمتهم خدم السلطة التي تثور عليها الثورة ،
وطالما أن القوى السياسية التي "تكتلت" وإنتخبت هذا العهد وشرّعت قانونه الإنتخابي المسخره، وبعضها تحالف معه في الانتخابات، صارت الآن تتبرأ منه "لفظياً لا واقعياً" بما يعني أنها تكذب على الأغبياء  الذين صدقوها ووثقوا بها واسترزقوا على فتات موائدها،
وطالما أن كل ما سلف لا يفتح "ثغرة أمل" في سور المعضلة، بل يسلط الضوء على أن جوهر المعضلة وعمودها الفقري هو تحديداً "محور المقاومة والممانعة" الذي صار علنا "محور الشر المشرقي" بدءا بجبهة تهريبه موارد لبنان لتعزيز موارده في سوريا وصولاً إلى جبهة إسقاطه لمفهوم الدولة بالكامل كي يتحول لبنان كما سوريا والعراق إلى مجرد "أرض عصابات تتدوال بكل الموبقات المباشرة (أي نقداً وبالمقايضة) ما يجعل الدول الثلاث خارج أي إطار للتعاون الدولي بين "الدول" كونه "بؤرة تعاون بين العصابات" (أرض العصابات) أو ما يعرف ب   Bandolero Terretoreأي كالصومال أو أسوأ مما كان عليه الشريط الحدودي في زمن ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، لأن ذلك الشريط كانت تديره (في عرف المجتمع الدولي) "دولة" إسمها إسرائيل، فيما شريط الشر الجديد ستديره محلياً إيران الدولة المتهمة بالإرهاب وتفشيه، وعالمياً الصين، الدولة المتهمة بتبني "إصدار وإخفاء" وباء كورونا تعاونها كوريا الشمالية.
وبما أن كل ما سلف ذكره وشُرحت خلفياته وأبعاده يهدد بإسقاط "دول" الهلال الثلاث "وبعثرة" شعوبها المنهمكة بصراع البقاء لتأمين العيش بين حدي الجوع والوباء، وإستجداء من ينقذها من سلطاتها التي هي واقعياً عدوها، صار يصح السؤال الذي يتردد همساً في دوائر دبلوماسية:
هل ستشهد المنطقة ولادة "محور مقاومة ضد محور الشر المشرقي" يحظى بعطف دولي على أكثر من صعيد"؟؟؟؟؟

الأحد، 10 مايو 2020

السنّة إلى أين؟؟؟





السنّة إلى أين؟؟؟

محمد سلام

بعيدا عن هوس السفهاء من جمهور الراقصين في الأحزان الناعقين في الأفراح و متعاطي فتات الموائد والإسترزاق من المتاح، وبعيداً عن هوس مدمني دور الحذاء الذي إن لم يجد قدماً تنتعله لا يهدأ له بال ولا يرتاح، وبعيداً عن هوس منظري الذل على قاعدة "مين ... أمنا صار عمنا، هيك منعيش ومنرتاح" نسأل: السنّة إلى أين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قد يقول البعض إن السنة "إنتهوا" في معادلة السلطة بدول الهلال الثلاث، لبنان-سوريا-العراق.
وقد يقول البعض إن السنّة أمّة والأمم لا تنتهي، بل تتعثر وتنهض.
وقد يقول البعض إن سقوط السنّة سببه سقوط الحالة القومية التي كانوا يقودون تجلياتها المتعددة.
وقد يقول البعض إن الحركات الإسلامية التي ركبت على ظهر الأمة العربية بعد سقوط الحالة القومية هي التي أدت إلى إنهيار السنّة.
لا أحد يجيب عن السؤال "السنّة إلى أين" الكل يندب ويلطم ويعترف بالسقوط، ويلوم غيره عليه، ولكن لا يجيب أحد عن السؤال: السنّة إلى أين"؟؟؟؟؟
وبما أن الجميع يعترف بالسقوط، صار لزاماً الإجابة عن "سبب أو أسباب السقوط" كي نتمكن من "إستقراء أو إستنتاج ... إلى أين" بعد السقوط.
بتقديري أن السقوط بدأ عندما أنهى أنور السادات المدرسة المصرية في القومية العربية، أي الناصرية، بزيارته الشهيرة إلى إسرائيل في 19 تشرين الثاني 1977، وأراد تعويض الفراغ المحلي في مصر بالأخوان المسلمين الذي إستعادهم من ملاجئهم في الخليج ليقودوا له "الإنفتاح" الذي أراد بيعه للشعب المصري "سلعة ذهبية تؤمن الإزدهار" بعدما عانى الشعب المصري من ضائقة مالية ناتجة عن "موازنات الحروب".
 السادات، بفعلته، بدّل معادلة قيام الدولة، فغلّب "سوق" الإنفتاح على "سيف" الدولة، وخرج العرب بجامعتهم من القاهرة إلى تونس، وإستعاضوا عن ثقل مصر بأن أوكلوا الأمة إلى "سيف" سوريا العلوي حافظ الأسد فتولى مهمة مشاغلة القومية الصدّامية السنيّة بالتحالف مع إيران، وإحرق منظمة التحرير الفلسطينية التي عادت وإلتحقت بجامعة العرب في تونس وبقيت "الأمة العربية"  تدعم سوق الأخوان في مصر حتى تحول فساداً في عهد مبارك، وبقيت تدعم سيف الأسد حتى تحول إلى قاطع لرؤوس الأمة إنتهاء بسقوط الصدّامية في العراق بتعاون عربي-أميركي-إيراني-أسدي بعدما تم توسيع إطار الأسدية وإدخال قوات حافظ إلى الكويت لحفظ "الأمن" إثر الاحتلال العراقي للجارة "الودودة" وبعدما سلّمت الأمة العربية رقاب سنة لبنان إلى سيف الأسد سنة 1976.
وبقي سيف الأسد "وإسلاميوه" حاكما تحت نظرية ال "س.س." حتى إستفاق العرب على أن الذين أوكلوهم رقاب الأمة وإزدهارها هم مجرد لصوص أعداء حلفاء إيران" يذبحون في كل الإتجاهات: ذبحوا صدام في الأحواز، التي ينفق العرب اليوم على دعم سكانها الذين حاربوا مع الخميني، وذبحوا اليمنين الذين تقاتل السعودية حوثييهم وتحالفوا مع أحزاب السلاح الإيرانية ضد العرب المسلمين السنّة ... وما زالوا
بعد هذا الملخّص لأسباب سقوط السنّة وتبعثرهم وتشتتهم، صار بالإمكان إستقراء "مسودة توقع" تجيب عن سؤال: السنّة إلى أين؟؟
إذا قبل السنة، من عرب وغير عرب، من قوميين وإسلاموين، بأي تسوية مع إيران تحت أي قاعدة مصلحية تعطيها أي نفوذ خارج حدودها المعترف بها دولياً فمصيرهم الموت النهائي من دون أن تتوفر لهم مدافن تستر جثثهم التي ستتناتشها العقبان.
وماذا عن مصير اللبنانيين السنّة تحديدا؟؟؟
كمصير السوريين السنّة والعراقيين السنّة وكل السنّة ... إلى القبور إذا بقيت إيران خارج حدودها المحددة دولياً، وإذا بقوا مصابين بالهوس الذي إستبعدناه في مقدمة بحثنا كي نطرح السؤال "السنة إلى أين" لأن هذا الهوس هو الطريق التي تؤدي إلى ... القبور.



    

السبت، 9 مايو 2020

فليقطع "الثوار" طرقات التهريب ... إذا كانوا فعلاً ثوار لا أشرار





فليقطع "الثوار" طرقات التهريب ... إذا كانوا فعلاً ثوار لا أشرار
محمد سلام
بعدما ثبت بالأرقام والوقائع أن تدهور العملة اللبنانية سببه الآني، إضافة إلى فساد السرقات والنهب والسمسرات والعقود الوهمية والسيطرة على الأملاك العامة، هو تهريب المستوردات المدعومة، نفطياً وغذائياً ونقدياً، إلى سوريا-بشار، يصح السؤال للثوار: لماذا لا تقطعون الطرقات على المهربين بدلاً من التجمّع في الساحات وقطع الطرقات على الناس وإحراق المصارف تحت عنوان "عنف ثوري" أحمق لإستعادة الأموال من "مصارف محروقة"؟؟؟؟
من المنطقي والقانوني الإعتقاد، بل الإستنتاج، أن الجيش والقوى الأمنية الأخرى لن تتعرض للثوار إذا قطعوا طرقات المهربين، لأن مهمة القوى النظامية هي منع التعرض للمواطنين وحماية الأملاك العامة.
فإذا قطع "الثوار" الطرقات على المهربين فإنهم يمنعون الإعتداء على الأملاك العامة كون المستوردات النفطية والغذائية "مدعومة" لصالح الشعب وبالتالي هي أملاك عامة.
هناك حتماً من سيتعرض للثوار إذا قطعوا طرقات التهريب التي لا تقطعها القوى النظامية، ولكن سيكون من يتعرض للثوار هو مجرد "عصابات تتعدى على لقمة ومستوى عيش المواطن اللبناني" وبالتالي لا غطاء قانونياً لها يمكن أن تستفيد منه السلطة لتكليف قواها بمنع الثوار من قطع الطرقات على عصابات تسرق الشعب.
وبدلاً من أن يلقي "أغبياء" العنف الثوري بقيادة "خبثاء" العنف الثوري قنابل على المصارف، فليصبوا جام غضبهم بل غضب الشعب على المهربين، كل المهربين، ويقطعوا طرقات التهريب، بل فليصادروا الشاحنات التي تنقل المواد المهربة، وليوزعوها على الشعب "ببلاش" هذا إذا كانوا فعلا ثوار وليسوا مجرد ... أشرار من مروجي نظرية "غضب بشار على بوتين".....
هل يوجد روبن هود أو أبو بصير لبناني يأخذ من الأشرار ليعطي الشعب المحتار بدلا من أن يحرق الثروة الوطنية على رؤوس الأخيار؟؟؟؟؟
يذكرني الكلام بمعركة محور الصنائع-سبيرس-كليمنصو-ستاركو التي شنتها قوى اليسار اللبنانية بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية في حرب السنتين 1975-1976 لإخراج مقاتلي الكتائب من محور "النقطة الرابعة".
يومها كانت مجموعة الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة الياس عطالله تحطم واجهات معارض المفروشات الفاخرة في شارع سبيرس، تنقل المفروشات إلى الشارع وتضرم فيها النار.
وصدف أن كنت ضمن مجموعة من مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية نغطي المعركة، وكان بيننا مدير مكتب وكالة الأنباء البلغارية الشيوعي-السوفياتي المرموق "مسلروف".
غضب مسلروف، بل جن جنونه من مشهد حرق المفروشات، وصاح بعناصر الحزب الشيوعي: "أنتم تدمرون الثروة الوطنية للشعب. حافظوا على المفروشات. لأنكم ستحتاجون إليها لتقديمها إلى مهجرين من مناطق أخرى منكوبة. ستحتاجون إليها لدعم شعب الثورة وستحتاجون إليها عندما تنتصر الثورة".
نظر مسلروف إلى وجهي، وكنت مراسل وكالة أسوشيتدبرس الأميركية للأنباء، وقال لي: "هؤلاء ليسوا شيوعيي عقيدة. هؤلاء ضحايا تراكم الحقد الطبقي. أغبياء، لا ثوار".
ثم سألني: "هل سجلت كلامي؟؟" وأضاف "أتمنى أن تضمنه مقالك عن هذه المعركة كي يفهم الغرب كلامي. الشيوعية بريئة من هذا التصرف الأرعن. هذا ليس عنف ثوري"....
كانت أول مرة أسمع فيها عبارة "ضحايا تراكم الحقد الطبقي" وللأمانة ضمنت رسالتي الإخبارية عن تلك المعركة مداخلة مسلروف كاملة، مضافا إليها سؤال وجهته لعنصر شيوعي كان جاري في منطقة زقاق البلاط إسمه رامز سألته: "لماذا تحرقون المفروشات يا رامز"؟؟؟
أجابني: "كي لا يقولوا أننا نسرقها. نحرقها. نحن لا نسرق"............
قال عنف ثوري ... قال. بل غباء ثوري نتاج تراكم الحقد الطبقي لا ينتج ثواراً بل لصوصاً.....


الخميس، 7 مايو 2020

7 أيار إلى ... عكار عبر "ممر السلاح"




7 أيار إلى ... عكار عبر "ممر السلاح"
محمد سلام
في 7 أيار 2008، أي قبل 12 عاماً، إجتاح حسن نصر الله وزوابعه الحردانة بيروت ... وإنتصر في بضع ساعات على من كان يُعتقد أنهم "حماة الديار" وبعد 4 أيام على نصره في يومه "المجيد"، أي في 11 أيار، جرّب حظه في الجبل الدرزي فانهزم أمام الشعب العنيد.  
اليوم، وبعدما صارت بيروت كلها تحت سيطرته، وتعلّم للمرة الثانية من تجربة قبرشمون 2019 بأن الجبل الدرزي سيبقى خارج دائرته وأتباعه، وبعدما أكمل سيطرته على منحدري سلسلة الجبال الشرقية قلمونياً سوريا-بقاعياً لبنانياًوبعدما بدأت قوى إقليمية ودوليه عملية طرده وإيرانه من سوريا، ولأن "قاعدة إنطلاقه" إلى بلاد العرب هي لبنان ولا بديل لديه غير العودة إليه، يتردد أن حزب السلاح حط رحاله في "قرية وبلدة بعكار"، مفتتحاً ما يزعم أنه "ممر السلاح" الذي ينذر لبنان بمصير أسوأ من المصير الذي خلّفه "ممر عرفات" مع فارق أن السلف كان مستنداً إلى إتفاق القاهرة لعام 1969 الذي تمتع "بعطف عربي" حتى خروج عرفات من لبنان عام 1982، فيما "ممر السلاح" هو مجرد خيار إنكفائي إيراني على وقع تساقط أوراق الشجرة الأسدية الحاضنة في سوريا وغارات الطائرات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية-الأسدية وصراع الأجنحة العلوية بين بعث الأسد وزوابع مخلوف تحت أنظار روسيا وإشراف بوتين.
"ممر السلاح" هذا، كما يقال، يبدأ من القصير في سوريا، ويصب في "قرية" عكارية على الحدود اللبنانية  الشمالية مع سوريا ومنها يتفرع إلى "بلدة" في الجرد العكاري .
تزامن إعتماد  "ممر السلاح" المزعوم مع تطورين عسكريين مهمين في الأجواء السورية-اللبنانية:
-1- تدني نسبة إعتماد الطائرات المسيرة في مهام الإستطلاع والقصف.
-2-ظهور مفاجئ لطائرة التجسس الأميركية التقليدية يو-2 الملقبة ب سيدة التنير في الأجواء السورية-اللبنانية.
Dragon Lady

أو سيدة التنير التي دخلت الخدمة عام 1957 كانت قادرة قبل تحديثها على التحليق على ارتفاع 21 كلم فوق السطح، والقيام بتصوير أدق التفاصيل، ليلاً نهاراً، وصولا إلى تصوير تفاصيل الأشخاص ولوحات أرقام السيارات.
الملفت في الموضوع هو أنه قبل نحو 4 أشهر ترددت أنباء في وسائل إعلام عسكرية أميركية وإسرائيلية أنه يتم تحديث "القدرات التقنية" لسيدة أجواء التجسس ما يمكنها من أن تكون أكثر فائدة في "المهام الميدانية"
وعندما يبدأ الحديث عن "المهام الميدانية" فهذا يعني خروج مهمة الطائرة من التجسس الإستراتيجي إلى الإستطلاع التكتيكي، ما يطرح سؤالاً جدياً:
هل دخلت الأجواء السورية-اللبنانية، وما يعنينا منها بدقة أكثر هو الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، حقبة الإستطلاع التكتيكي، ما يؤشر إلى إمكانية إستعداد جدي لخدمة "ميدان معركة ما ... في مكان ما"؟؟؟؟؟
ويتزامن الحديث عن "ممر السلاح" المزعوم والطائرة سيدة التنين والإستطلاع التكتيكي مع ضغط أميركي لتعديل مهمة اليونيفل في جنوب لبنان بما يمكّنها من القيام بمهام في "الملكيات الخاصة" على شاكلة "مزرعة الصيصان" الشهيرة التي أقيمت لتمويه فتحة نفق يخرق الخط الأزرق في جنوب لبنان ليصل إلى فلسطين المحتلة.
ويتزامن الضغط الأميركي لتعديل مهام اليونيفل مع إعلان ألمانيا حزب الله منظمة إرهابية والحديث عن توجه الإتحاد الأوروبي لإعتماد تصنيف مماثل والحديث "الجدي" عن إستعداد أميركا لتطبيق مندرجات قانون القيصر على الثلاثي بشار-إيران-حزب "الله" ... في لبنان ...
وفي الداخل اللبناني ضجيج عن خطة يزعم أنها وطنية للإصلاح والإنقاذ الاقتصادي لا يتوقع عاقل أن يتمكن أحد من إصلاحها أو إنقاذها، وضجيج عن معارضة وموالاة لا يعلم أحد من منها يعارض من ومن يوالي من، وضجيج عن "نضال" همايوني يروج لإحراق المصارف كي يستعيد أمواله من المصارف المحروقة، وضجيج عن المطالبة بنظام فدرالي مع التمسك برئيس مركزي، وضجيج عن تجاوز لبنان خطر تفشي وباء كورونا فيما تجاوز الوافد منه 25 مصاباً في يوم واحد، وضجيج وضجيج وضجيج ولا شيء سوى الضجيج فيما معادلة أنظمة دول الهلال الأخضر الثلاث تطبخ في سوريا ولا دور للبنان سوى إنتظار الصورة كي ينسخ عنها على "قياسه" على قاعدة نسخ ولصق مع التحكم بالمساحة.
*هل لاحظ أحد أن إثنتين من دول الهلال الثلاث (العراق وسوريا) فقدتا دستوريهما فيما العبقرية اللبنانية لا تزال تعمل على قاعدة "تجميل السلطة والحفاظ على الدستور"؟؟؟؟