الخميس، 7 مايو 2020

7 أيار إلى ... عكار عبر "ممر السلاح"




7 أيار إلى ... عكار عبر "ممر السلاح"
محمد سلام
في 7 أيار 2008، أي قبل 12 عاماً، إجتاح حسن نصر الله وزوابعه الحردانة بيروت ... وإنتصر في بضع ساعات على من كان يُعتقد أنهم "حماة الديار" وبعد 4 أيام على نصره في يومه "المجيد"، أي في 11 أيار، جرّب حظه في الجبل الدرزي فانهزم أمام الشعب العنيد.  
اليوم، وبعدما صارت بيروت كلها تحت سيطرته، وتعلّم للمرة الثانية من تجربة قبرشمون 2019 بأن الجبل الدرزي سيبقى خارج دائرته وأتباعه، وبعدما أكمل سيطرته على منحدري سلسلة الجبال الشرقية قلمونياً سوريا-بقاعياً لبنانياًوبعدما بدأت قوى إقليمية ودوليه عملية طرده وإيرانه من سوريا، ولأن "قاعدة إنطلاقه" إلى بلاد العرب هي لبنان ولا بديل لديه غير العودة إليه، يتردد أن حزب السلاح حط رحاله في "قرية وبلدة بعكار"، مفتتحاً ما يزعم أنه "ممر السلاح" الذي ينذر لبنان بمصير أسوأ من المصير الذي خلّفه "ممر عرفات" مع فارق أن السلف كان مستنداً إلى إتفاق القاهرة لعام 1969 الذي تمتع "بعطف عربي" حتى خروج عرفات من لبنان عام 1982، فيما "ممر السلاح" هو مجرد خيار إنكفائي إيراني على وقع تساقط أوراق الشجرة الأسدية الحاضنة في سوريا وغارات الطائرات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية-الأسدية وصراع الأجنحة العلوية بين بعث الأسد وزوابع مخلوف تحت أنظار روسيا وإشراف بوتين.
"ممر السلاح" هذا، كما يقال، يبدأ من القصير في سوريا، ويصب في "قرية" عكارية على الحدود اللبنانية  الشمالية مع سوريا ومنها يتفرع إلى "بلدة" في الجرد العكاري .
تزامن إعتماد  "ممر السلاح" المزعوم مع تطورين عسكريين مهمين في الأجواء السورية-اللبنانية:
-1- تدني نسبة إعتماد الطائرات المسيرة في مهام الإستطلاع والقصف.
-2-ظهور مفاجئ لطائرة التجسس الأميركية التقليدية يو-2 الملقبة ب سيدة التنير في الأجواء السورية-اللبنانية.
Dragon Lady

أو سيدة التنير التي دخلت الخدمة عام 1957 كانت قادرة قبل تحديثها على التحليق على ارتفاع 21 كلم فوق السطح، والقيام بتصوير أدق التفاصيل، ليلاً نهاراً، وصولا إلى تصوير تفاصيل الأشخاص ولوحات أرقام السيارات.
الملفت في الموضوع هو أنه قبل نحو 4 أشهر ترددت أنباء في وسائل إعلام عسكرية أميركية وإسرائيلية أنه يتم تحديث "القدرات التقنية" لسيدة أجواء التجسس ما يمكنها من أن تكون أكثر فائدة في "المهام الميدانية"
وعندما يبدأ الحديث عن "المهام الميدانية" فهذا يعني خروج مهمة الطائرة من التجسس الإستراتيجي إلى الإستطلاع التكتيكي، ما يطرح سؤالاً جدياً:
هل دخلت الأجواء السورية-اللبنانية، وما يعنينا منها بدقة أكثر هو الجانب اللبناني من الحدود مع سوريا، حقبة الإستطلاع التكتيكي، ما يؤشر إلى إمكانية إستعداد جدي لخدمة "ميدان معركة ما ... في مكان ما"؟؟؟؟؟
ويتزامن الحديث عن "ممر السلاح" المزعوم والطائرة سيدة التنين والإستطلاع التكتيكي مع ضغط أميركي لتعديل مهمة اليونيفل في جنوب لبنان بما يمكّنها من القيام بمهام في "الملكيات الخاصة" على شاكلة "مزرعة الصيصان" الشهيرة التي أقيمت لتمويه فتحة نفق يخرق الخط الأزرق في جنوب لبنان ليصل إلى فلسطين المحتلة.
ويتزامن الضغط الأميركي لتعديل مهام اليونيفل مع إعلان ألمانيا حزب الله منظمة إرهابية والحديث عن توجه الإتحاد الأوروبي لإعتماد تصنيف مماثل والحديث "الجدي" عن إستعداد أميركا لتطبيق مندرجات قانون القيصر على الثلاثي بشار-إيران-حزب "الله" ... في لبنان ...
وفي الداخل اللبناني ضجيج عن خطة يزعم أنها وطنية للإصلاح والإنقاذ الاقتصادي لا يتوقع عاقل أن يتمكن أحد من إصلاحها أو إنقاذها، وضجيج عن معارضة وموالاة لا يعلم أحد من منها يعارض من ومن يوالي من، وضجيج عن "نضال" همايوني يروج لإحراق المصارف كي يستعيد أمواله من المصارف المحروقة، وضجيج عن المطالبة بنظام فدرالي مع التمسك برئيس مركزي، وضجيج عن تجاوز لبنان خطر تفشي وباء كورونا فيما تجاوز الوافد منه 25 مصاباً في يوم واحد، وضجيج وضجيج وضجيج ولا شيء سوى الضجيج فيما معادلة أنظمة دول الهلال الأخضر الثلاث تطبخ في سوريا ولا دور للبنان سوى إنتظار الصورة كي ينسخ عنها على "قياسه" على قاعدة نسخ ولصق مع التحكم بالمساحة.
*هل لاحظ أحد أن إثنتين من دول الهلال الثلاث (العراق وسوريا) فقدتا دستوريهما فيما العبقرية اللبنانية لا تزال تعمل على قاعدة "تجميل السلطة والحفاظ على الدستور"؟؟؟؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق