"مقاومة
ضد محور الشر المشرقي"!!!؟؟؟
محمد سلام
طالما أن الشرط الأساسي لدخول
لبنان كما أي دولة أخرى في "خطة إنقاذ إقتصادي" هو القبول الإلزامي "بشروط"
صندوق النقد الدولي أولاً، أي "إقرار" خطة إصلاحات شاملة في المجلس
النيابي، والقبول "بالإشراف المحاسبي المباشر" لصندوق النقد على
"إنفاق" الأموال "بالتقسيط الممنهج ربطاً بمراحل" لتنفيذ مشاريع
النهوض، وبعد النجاح في إمتحان صندوق النقد الدولي الإنتقال إلى "الدول
المانحة" سواء في سيدر أو غيرها للمشاركة في تنفيذ المشاريع والإشراف
المحاسبي على الإنفاق "بالتقسيط وعلى مراحل" أيضاَ، يعني ما في فلوس قبل
الإنجاز،
وطالما أن البند الإلزامي الأول
الذي يعتمده صندوق النقد الدولي هو "وقف التهريب وضبط الحدود
اللبنانية-السورية" من "الجانب اللبناني".
وطالما أن جميع السياسيين
اللبنانيين يقرّون، من دون خجل أو مواربة، بأن وقف التهريب غير ممكن، وضبط الحدود
مستحيل، إلى...درجة أن ممثل مالكي مولدات الكهرباء قال على الهواء مباشرة إنه
عندما طلب من وزير الأشغال وقف تهريب المازوت كي تتمكن المولدات من شرائه
والإستمرار في العمل إقترح الأخير إعادة إحتساب سعر المازوت "المدعوم" بالدولار
المركزي "وفق سعر السوق" ما سيرفع التكلفة على كاهل المواطن المنهوب
أساساً،
طالما أن كل ما سبق يعني أن لبنان
لن يحصل على قرش واحد لا من صندوق النقد الدولي ولا من الدول المانحة، وطالما أن
هناك في السلطة من يفكّر على قاعدة "تسييل أصول الدولة" على الطريقة
البرتغالية أي بيع ما تبقى من البلد ... والتصرف بثمنه،
وطالما أن السلطة ترفض توسعة مهام اليونيفل
لتشمل ضبط حدودنا مع سوريا من الجانب اللبناني وتشمل أيضاً توسعة مهام اليونيفل
لمداهمة "الأملاك الخاصة" أي منشآت وقواعد وأملاك الشركات والجمعيات،
البيئية والزراعية وغيرها، التابعة لحزب الله ضمن رقعة عمليات اليونيفل،
وطلما أن هناك من يريد إدخال لبنان
في محور الشر "المشرقي" أي الصين-كوريا-الشمالية-إيران والبعث العلوي
لمواجهة المجتمع الدولي بأسره ما يحرمنا من أي تعاطف عربي أو دولي،
وطالما أن السلطة تريد إقفال 25
مصرفاً وتشريد الموظفين والعائلات من دون أي حق أو قانون، معطوفاً على
"زرع" 5 مصارف جديده وحده الله يعلم من سيملكها،
وطالما أن الحركة الإحتجاجية
الواعدة بالعودة والتي يسميها البعض ثورة هي ليست واعدة ولا ثائرة ولا ثورة بأي
مقياس، بل مجرد مجموعة بشر غاضبين تحركهم مجموعة أصابع "مستفيدة" ولا
يتوقع منها أن تحقق أكثر من قطع طرقات بلا جدوى والتسبب بضرب الأملاك الخاصة
والعامة، بدليل أن ما تثور هذه الثورة عليه تطلب من النظام الذي تثور عليه أن
ينفذه لها ... على مثال مطالبة السلطة التي يعارضها "الثوار" بإجراء
إنتخبات مبكرة لمصلحة الثوار كي تطيح بالسلطة التي تثور عليها على مثال ذلك الطفل
الذي كلما رأى الهلال في السماء يقول لأمة "بدي حز البطيخة هذا"،
وطالما أن المجتمع الدولي "لن
يتحرك" لإنقاذ الشعب اللبناني من جور سلطته، لأن المهمة ليست مهمته، بل مهمة
الشعب اللبناني – هذا إذا كان هذا الشعب يعي ما هي مهمته - غير النق واللت
والجعدنة واعتبار الهيلا هو ثورة وتزعيم ضباط متقاعدين على الثورة بعدما كانوا
أثناء خدمتهم خدم السلطة التي تثور عليها الثورة ،
وطالما أن القوى السياسية التي
"تكتلت" وإنتخبت هذا العهد وشرّعت قانونه الإنتخابي المسخره، وبعضها
تحالف معه في الانتخابات، صارت الآن تتبرأ منه "لفظياً لا واقعياً" بما
يعني أنها تكذب على الأغبياء الذين صدقوها
ووثقوا بها واسترزقوا على فتات موائدها،
وطالما أن كل ما سلف لا يفتح
"ثغرة أمل" في سور المعضلة، بل يسلط الضوء على أن جوهر المعضلة وعمودها
الفقري هو تحديداً "محور المقاومة والممانعة" الذي صار علنا "محور
الشر المشرقي" بدءا بجبهة تهريبه موارد لبنان لتعزيز موارده في سوريا وصولاً
إلى جبهة إسقاطه لمفهوم الدولة بالكامل كي يتحول لبنان كما سوريا والعراق إلى مجرد
"أرض عصابات تتدوال بكل الموبقات المباشرة (أي نقداً وبالمقايضة) ما يجعل
الدول الثلاث خارج أي إطار للتعاون الدولي بين "الدول" كونه "بؤرة
تعاون بين العصابات" (أرض العصابات) أو ما يعرف ب Bandolero Terretoreأي كالصومال أو أسوأ مما كان عليه الشريط الحدودي في زمن
ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، لأن ذلك الشريط كانت تديره (في عرف المجتمع الدولي)
"دولة" إسمها إسرائيل، فيما شريط الشر الجديد ستديره محلياً إيران
الدولة المتهمة بالإرهاب وتفشيه، وعالمياً الصين، الدولة المتهمة بتبني "إصدار
وإخفاء" وباء كورونا تعاونها كوريا الشمالية.
وبما أن كل ما سلف ذكره وشُرحت
خلفياته وأبعاده يهدد بإسقاط "دول" الهلال الثلاث "وبعثرة"
شعوبها المنهمكة بصراع البقاء لتأمين العيش بين حدي الجوع والوباء، وإستجداء من
ينقذها من سلطاتها التي هي واقعياً عدوها، صار يصح السؤال الذي يتردد همساً في
دوائر دبلوماسية:
هل ستشهد المنطقة ولادة "محور
مقاومة ضد محور الشر المشرقي" يحظى بعطف دولي على أكثر من صعيد"؟؟؟؟؟
أستاذنا الحبيب ، نعم هو استبدال هلال النور حيث جذوره ضاربة في التاريخ، هلال العلم والحضارات والشعوب التي عمرت وتركت أثرها في تاريخ الإنسانية، بهلال التعصب والحقد الأعمى وآكلي الخمس وعبدة الفروج وراكبي خيول المستعمرين من مغول وصليبيين ودبابة كسرى وجنوده، هذا هو تاريخهم المجيد، وهذه صفحة جديدة من صفحات التاريخ التي صبغوها بخيانتهم فهي ليست المرة الأولى التي يسطع فيها نجمهم، ولكن سنة الله تعالى في الأرض أن يرسل عليهم من ينادي قائلا إني رأيت روؤسا قد أينعت وقد حان وقت قطافها، وإني لقاطفها ، وصل المحور هذا قديما إلى مصر فأنشؤوا الأزهر، فكتب الله أن يكون أزهرا شريفا يتمحور في رحى الحق ويلفظ ويدوس على محور الشر التاريخي.
ردحذفنعم أصبتم نحن بحاجة لولادة مقاومة لمقاومة محور الشر، نحن بحاجة لوطنية ووطنيين عابري للطوائف ، يخلعون المصلحة الشخصية فقط ليتلقفوا المصلحة الوطنية العامة، إذا وجد هؤلاء أو من خلال تجربتكم الطيبة الغنية وجدتم أنهم موجودون ونحسبكم منهم فآمل منكم إطلاق هذا المفهوم كهاشتاغ أو كشعار، والعمل على ترسيخه.
دمتم بخير وعافية.