الأحد، 10 مايو 2020

السنّة إلى أين؟؟؟





السنّة إلى أين؟؟؟

محمد سلام

بعيدا عن هوس السفهاء من جمهور الراقصين في الأحزان الناعقين في الأفراح و متعاطي فتات الموائد والإسترزاق من المتاح، وبعيداً عن هوس مدمني دور الحذاء الذي إن لم يجد قدماً تنتعله لا يهدأ له بال ولا يرتاح، وبعيداً عن هوس منظري الذل على قاعدة "مين ... أمنا صار عمنا، هيك منعيش ومنرتاح" نسأل: السنّة إلى أين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قد يقول البعض إن السنة "إنتهوا" في معادلة السلطة بدول الهلال الثلاث، لبنان-سوريا-العراق.
وقد يقول البعض إن السنّة أمّة والأمم لا تنتهي، بل تتعثر وتنهض.
وقد يقول البعض إن سقوط السنّة سببه سقوط الحالة القومية التي كانوا يقودون تجلياتها المتعددة.
وقد يقول البعض إن الحركات الإسلامية التي ركبت على ظهر الأمة العربية بعد سقوط الحالة القومية هي التي أدت إلى إنهيار السنّة.
لا أحد يجيب عن السؤال "السنّة إلى أين" الكل يندب ويلطم ويعترف بالسقوط، ويلوم غيره عليه، ولكن لا يجيب أحد عن السؤال: السنّة إلى أين"؟؟؟؟؟
وبما أن الجميع يعترف بالسقوط، صار لزاماً الإجابة عن "سبب أو أسباب السقوط" كي نتمكن من "إستقراء أو إستنتاج ... إلى أين" بعد السقوط.
بتقديري أن السقوط بدأ عندما أنهى أنور السادات المدرسة المصرية في القومية العربية، أي الناصرية، بزيارته الشهيرة إلى إسرائيل في 19 تشرين الثاني 1977، وأراد تعويض الفراغ المحلي في مصر بالأخوان المسلمين الذي إستعادهم من ملاجئهم في الخليج ليقودوا له "الإنفتاح" الذي أراد بيعه للشعب المصري "سلعة ذهبية تؤمن الإزدهار" بعدما عانى الشعب المصري من ضائقة مالية ناتجة عن "موازنات الحروب".
 السادات، بفعلته، بدّل معادلة قيام الدولة، فغلّب "سوق" الإنفتاح على "سيف" الدولة، وخرج العرب بجامعتهم من القاهرة إلى تونس، وإستعاضوا عن ثقل مصر بأن أوكلوا الأمة إلى "سيف" سوريا العلوي حافظ الأسد فتولى مهمة مشاغلة القومية الصدّامية السنيّة بالتحالف مع إيران، وإحرق منظمة التحرير الفلسطينية التي عادت وإلتحقت بجامعة العرب في تونس وبقيت "الأمة العربية"  تدعم سوق الأخوان في مصر حتى تحول فساداً في عهد مبارك، وبقيت تدعم سيف الأسد حتى تحول إلى قاطع لرؤوس الأمة إنتهاء بسقوط الصدّامية في العراق بتعاون عربي-أميركي-إيراني-أسدي بعدما تم توسيع إطار الأسدية وإدخال قوات حافظ إلى الكويت لحفظ "الأمن" إثر الاحتلال العراقي للجارة "الودودة" وبعدما سلّمت الأمة العربية رقاب سنة لبنان إلى سيف الأسد سنة 1976.
وبقي سيف الأسد "وإسلاميوه" حاكما تحت نظرية ال "س.س." حتى إستفاق العرب على أن الذين أوكلوهم رقاب الأمة وإزدهارها هم مجرد لصوص أعداء حلفاء إيران" يذبحون في كل الإتجاهات: ذبحوا صدام في الأحواز، التي ينفق العرب اليوم على دعم سكانها الذين حاربوا مع الخميني، وذبحوا اليمنين الذين تقاتل السعودية حوثييهم وتحالفوا مع أحزاب السلاح الإيرانية ضد العرب المسلمين السنّة ... وما زالوا
بعد هذا الملخّص لأسباب سقوط السنّة وتبعثرهم وتشتتهم، صار بالإمكان إستقراء "مسودة توقع" تجيب عن سؤال: السنّة إلى أين؟؟
إذا قبل السنة، من عرب وغير عرب، من قوميين وإسلاموين، بأي تسوية مع إيران تحت أي قاعدة مصلحية تعطيها أي نفوذ خارج حدودها المعترف بها دولياً فمصيرهم الموت النهائي من دون أن تتوفر لهم مدافن تستر جثثهم التي ستتناتشها العقبان.
وماذا عن مصير اللبنانيين السنّة تحديدا؟؟؟
كمصير السوريين السنّة والعراقيين السنّة وكل السنّة ... إلى القبور إذا بقيت إيران خارج حدودها المحددة دولياً، وإذا بقوا مصابين بالهوس الذي إستبعدناه في مقدمة بحثنا كي نطرح السؤال "السنة إلى أين" لأن هذا الهوس هو الطريق التي تؤدي إلى ... القبور.



    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق