السبت، 9 مايو 2020

فليقطع "الثوار" طرقات التهريب ... إذا كانوا فعلاً ثوار لا أشرار





فليقطع "الثوار" طرقات التهريب ... إذا كانوا فعلاً ثوار لا أشرار
محمد سلام
بعدما ثبت بالأرقام والوقائع أن تدهور العملة اللبنانية سببه الآني، إضافة إلى فساد السرقات والنهب والسمسرات والعقود الوهمية والسيطرة على الأملاك العامة، هو تهريب المستوردات المدعومة، نفطياً وغذائياً ونقدياً، إلى سوريا-بشار، يصح السؤال للثوار: لماذا لا تقطعون الطرقات على المهربين بدلاً من التجمّع في الساحات وقطع الطرقات على الناس وإحراق المصارف تحت عنوان "عنف ثوري" أحمق لإستعادة الأموال من "مصارف محروقة"؟؟؟؟
من المنطقي والقانوني الإعتقاد، بل الإستنتاج، أن الجيش والقوى الأمنية الأخرى لن تتعرض للثوار إذا قطعوا طرقات المهربين، لأن مهمة القوى النظامية هي منع التعرض للمواطنين وحماية الأملاك العامة.
فإذا قطع "الثوار" الطرقات على المهربين فإنهم يمنعون الإعتداء على الأملاك العامة كون المستوردات النفطية والغذائية "مدعومة" لصالح الشعب وبالتالي هي أملاك عامة.
هناك حتماً من سيتعرض للثوار إذا قطعوا طرقات التهريب التي لا تقطعها القوى النظامية، ولكن سيكون من يتعرض للثوار هو مجرد "عصابات تتعدى على لقمة ومستوى عيش المواطن اللبناني" وبالتالي لا غطاء قانونياً لها يمكن أن تستفيد منه السلطة لتكليف قواها بمنع الثوار من قطع الطرقات على عصابات تسرق الشعب.
وبدلاً من أن يلقي "أغبياء" العنف الثوري بقيادة "خبثاء" العنف الثوري قنابل على المصارف، فليصبوا جام غضبهم بل غضب الشعب على المهربين، كل المهربين، ويقطعوا طرقات التهريب، بل فليصادروا الشاحنات التي تنقل المواد المهربة، وليوزعوها على الشعب "ببلاش" هذا إذا كانوا فعلا ثوار وليسوا مجرد ... أشرار من مروجي نظرية "غضب بشار على بوتين".....
هل يوجد روبن هود أو أبو بصير لبناني يأخذ من الأشرار ليعطي الشعب المحتار بدلا من أن يحرق الثروة الوطنية على رؤوس الأخيار؟؟؟؟؟
يذكرني الكلام بمعركة محور الصنائع-سبيرس-كليمنصو-ستاركو التي شنتها قوى اليسار اللبنانية بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية في حرب السنتين 1975-1976 لإخراج مقاتلي الكتائب من محور "النقطة الرابعة".
يومها كانت مجموعة الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة الياس عطالله تحطم واجهات معارض المفروشات الفاخرة في شارع سبيرس، تنقل المفروشات إلى الشارع وتضرم فيها النار.
وصدف أن كنت ضمن مجموعة من مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية نغطي المعركة، وكان بيننا مدير مكتب وكالة الأنباء البلغارية الشيوعي-السوفياتي المرموق "مسلروف".
غضب مسلروف، بل جن جنونه من مشهد حرق المفروشات، وصاح بعناصر الحزب الشيوعي: "أنتم تدمرون الثروة الوطنية للشعب. حافظوا على المفروشات. لأنكم ستحتاجون إليها لتقديمها إلى مهجرين من مناطق أخرى منكوبة. ستحتاجون إليها لدعم شعب الثورة وستحتاجون إليها عندما تنتصر الثورة".
نظر مسلروف إلى وجهي، وكنت مراسل وكالة أسوشيتدبرس الأميركية للأنباء، وقال لي: "هؤلاء ليسوا شيوعيي عقيدة. هؤلاء ضحايا تراكم الحقد الطبقي. أغبياء، لا ثوار".
ثم سألني: "هل سجلت كلامي؟؟" وأضاف "أتمنى أن تضمنه مقالك عن هذه المعركة كي يفهم الغرب كلامي. الشيوعية بريئة من هذا التصرف الأرعن. هذا ليس عنف ثوري"....
كانت أول مرة أسمع فيها عبارة "ضحايا تراكم الحقد الطبقي" وللأمانة ضمنت رسالتي الإخبارية عن تلك المعركة مداخلة مسلروف كاملة، مضافا إليها سؤال وجهته لعنصر شيوعي كان جاري في منطقة زقاق البلاط إسمه رامز سألته: "لماذا تحرقون المفروشات يا رامز"؟؟؟
أجابني: "كي لا يقولوا أننا نسرقها. نحرقها. نحن لا نسرق"............
قال عنف ثوري ... قال. بل غباء ثوري نتاج تراكم الحقد الطبقي لا ينتج ثواراً بل لصوصاً.....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق