الثلاثاء، 30 يوليو 2019

النظام اللبناني سقط، هل الكيان فرط؟؟؟!!!



النظام اللبناني سقط، هل الكيان فرط؟؟؟!!!

محمد سلام

النظام اللبناني سقط، إنتهى، وترقيعه لن ينفع في إحيائه لأن رُقعه صارت تُرقّع على الرقع ... فتتفتق الرقع ... ويقع.
البعض يطالب بتطبيق إتفاق الطائف، علماً بأن هذا البعض نفسه هو الذي أسقط الطائف أولا بالمشاركة في تطبيقة عبر تقاسم السلطة مع الإحتلال الأسدي في حقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وثانياً في التنازل بالدوحة عن صلاحيات رئيس الحكومة التي يتباكى الآن عليها ويريد إستعادتها بعدما أسقطها نهائياً يوم قرر إنتخاب مرشح حزب الله، عدو الطائف، لرئاسة الجمهورية، وصولاً إلى المشاركة في إقرار قانون إنتخاب همايوني جرّده من أكثريته النيابية وجعلة لقمة سائغة في طبق سلطة يديرها حزب إيران ويدفع غيره ثمن   فشلاتها (بصيغة الجمع).
والبعض الآخر يريد "مناصفة" في السياسة والإدارة، وهذا البعض نفسه يريد "نسبية" تناقض المناصفة، وهذا البعض نفسة الذين يريد نقيضين يطالب بنقيض ثالث هو "الفدرالبية على قاعدة المناصفة والنسبية"!!!! علماً بأن البلد لا يمكن أن يعيش على رزمة ثلاثة تناقضات، فإما مناصفة في "كل شيء"، في كل المجلس النيابي وكل البلديات وكل الإدارات، أو نسبية في كل شيء (في المجلس النيابي والبلديات والإدارات) أو فدرالية مع سلطات محلية مرتبطة "بمجلس رئاسي" يدير البلد وكل شريحة تنام على الجنب الذي يريحها ... أو الذهاب إلى فدرالية "النظام الرئاسي" الأميركي حيث ينتخب الشعب رئيسة ونائبه من خارج أي إنتماء طائفي محدد، ومجلسين تشريعيين أحدهما لنواب المناطق وثان لمشايخ الطوائف على أن يجتمعا في إطار آلية تشريع واحدة (كونغرس) تحدد مسار البلد داخليا، وخارجيا، إقتصادياً وسياسياً.
*لا يمكن أن "يبقى" بلد يتعطل إنتقال السلطة فيه ويعيش شغوراً رئاسياً لسنوات لأن 128 نائبا لم يتفقوا على مرشح للرئاسة.
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد لا يتأمن إنتخاب رئيس له إلا على قاعدة "أي رئيس أفضل من أي شغور"
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد على قاعدة مناصفة في السياسة ونسبية في الخدمات (البلديات) ومزاجية في التعيينات الإدارية.
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد تتحكم إستنسابية سلطاته السياسية بأحكامه العدلية إلى درجة أن صار "الظلم بالسوية" مطلباً بدل بداهة العدل في أي قضية.
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد تحكمه معادلة تحمل تناقضها في ذاتها على قاعدة "الصلح والعدل" لأنه إذا تأمن العدل لا داعي للصلح، وإذا كان الصلح هو الحل ضاع العدل، لأنه حتى الصلح العشائري لا يقوم إلا على مبدأ "دية العدل" فإذا تأمنت عدالة الدية صار تبويس .... مجرد بروتوكول إجتماعي شكلي.
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد يجاهر بأنه يعاني من إستشراء الفساد ولا يحاسب رؤوس الإفساد.
*ولا يمكن أن "يبقى" بلد على قاعدة فدرالية طوائف ورئاسات محددة لطوائف.
*لا يمكن أن يعيش بلد على آليات حكم وتمثيل "كاذبة"
**بل يمكن أن يبقى البلد على آليات حكم "صادقة"،
** إما على "نظام رئاسي علماني شامل" بحيث ينتخب الشعب ممثليه من خارج أي قيد طائفي، أو بفدرالية طوائف "صادقة" تعطي كل شريحة حقها في إختيار ممثليها على أن تكون رئاسة الدولة من إختصاص "مجلس رئاسي".
**وغير ذلك هو مجرد "كذب" يرقّع رقعاً جديدة على رقع نظام كاذب مرقّع، فتتفتق الرقع عن الرقع والنظام يقع والشعب يدفع الثمن.
آن الأوان لتوقف عجلة الكذب التمثيلي، الكذب على أنفسنا والكذب على بعضنا، وصار الصدق مطلوباً والحاجة ملحة لنظام يضمن بقاء كيان يسير على درب الضياع وهو على عتبة الإحتفال بمرور 100 عام على تأسيسه بكذبة التوافق على رفضين، رفض سوريا العرب ورفض فرنسا الإنتداب، والإتفاق على قيام "أمة لبنانية" يقسم رؤساء الجمهورية يمين حماية دستورها، ويفشل النظام في تكوينها، فلا يمر يوم إلا ويزداد تفككها ويتصاعد عديد "أمم" دولتها فصارت تضم، إلى ما سلف من أمم الطوائف، أمة العلمانيين وأمة المثليين ... وقريباً أمة المتحولين.
نعم. نظام "التكاذب" اللبناني "سقط" ما يطرح السؤال:
"هل سيولد نظام سياسي "صادق" يحمي الكيان من "الفرط"؟؟؟

الخميس، 18 يوليو 2019

بدكاش ... بلاش ... من مات ... ما عاش"!!!!!!



بدكاش ... بلاش ... من مات ... ما عاش"!!!!!!
محمد سلام
صفقة القرن ماشية، ومن يقول "أفشلناها في البحرين" إما حمار أو كذاب. الجميع وافقوا عليها، وعلى خارطتها التنفيذية الجاري تطبيقها، وهي، في ما يعنينا، تقسم فلسطينيي لبنان إلى شرائح.
*-1-شريحة منظمة التحرير الفلسطينية، وتضم الذين يتقاضون "مخصصات" من حركة فتح وأعضاء م.ت.ف.، وهؤلاء مصيرهم "الهجرة" إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بموافقة السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل لقاء التخلي عن حق العودة إلى الجليل والساحل الفلسطيني والحصول على "حوافز" وهي العبارة البديلة عن التعويضات المالية حصراً وتضم وعوداً بالعمل.
*-2-شريحة حماس والإسلاميين، وتضم الذين يتقاضون "مساعدات" من قطر، وهؤلاء مصيرهم "الهجرة" إلى تركيا لقاء ما تتخلى عنه وما تحصل عليه الشريحة السابقة.
*-3-شريحة الأثرياء وغير المنتسبين إلى تنظيمات، وهذه تبقى في لبنان على أن يتم "إستيعابها" بمنحها حقوقها الإنسانية من حرية عمل وتملك وحوافز من دون حقوق سياسية (أي إنتخاب) بما يحول دون توطينهم السياسي كي لا يختل الميزان الطائفي للبلد أكثر مما هو مختل كون غالبيتهم من المسلمين السنّة.
****ما تتقاضاه المجتمعات المضيفة موضوع آخر لا شأن لنا به.****
*-4-تبقى شريحة الملحقين بإيران ومحور المقاومة كالجهاد الإسلامي والقيادة العامة-جبريل وما شابه، وهذه لم تحسم وجهتها بعد لأنه لم يتم التفاوض مع إيران على إستيعابها كي لا يفتح الباب لإيران للمطالبة ببدائل أو طرح مقايضات.
على هذه الخلفية تفهم همروجة التظاهرة المحدودة التي نفذها جماعة أحمد جبريل والجهاد الإسلامي خارج مخيم برج البراجنة وضمن جمهورية ضاحية حزب "الله" ذات السيادة.
ما سلف هو ما تم الإتفاق عليه وما يجري تنفيذه، وعلى الأخوة الفلسطينيين التنبه إلى أن لا بدائل مطروحة، وكل المغامرات التي تتم الدعوة إليها على مثيل تظاهرة العودة إلى فلسطين أو التوجه إلى الحدود "وخليهم يقتلونا على الطريق" لا تخدم إلا هدف واحد: التقليل من العدد الفلسطيني، الذي تم خفضه أساساً في ذلك الإحصاء الملتبس إلى 175 ألف.
الخلاصة التي قيلت للجميع، لبنانيين وفلسطينيين على حد سواء: "بدكاش ... بلاش ... يللي مات ... ما عاش"  
كي تبقى القضية يجب أن يبقى شخص قد "عاش" في أي مكان ... المهم أنه ... عاش.

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

لبنان تقيّحت تسوياته، فهل مصيره البتر أو الموت؟؟؟



لبنان تقيّحت تسوياته، فهل مصيره البتر أو الموت؟؟؟

محمد سلام

نتائج فحوصات المختبر الدولي للمريض لبنان كشفت أن التسويات التي تربط أوصاله منذ 50 عاماً قد تقيّحت جميعها، وتفشي القيح يتسارع، فهل يعالج المريض بالبتر لمنع إصابته بالغرغرينا أو تؤدي التقيحات إلى "إشتراكات جرثومية" تسفر عن موت الكيان "الكبير" عشية الإحتفال بمئة سنة على ولادته؟؟؟
رائحة تعفّن التسويات صارت تزكم الأنوف، والقيح يتسرب من الجروح  ويلف البلد، على كل المستويات، تقيّح أمني، تقيح سياسي، تقيّح إقتصادي، تقيّح مالي، تقيّح عدلي، تقيّح معيشي، تقيّحصحي، تقيّح تربوي، تقيّح تجاري، تقيّح ضريبي، تقيّح سلطوي، تقيّح تشريعي، تقيّح تنفيذي، تقيّح إداري، وتقيّح ضرب سلّم القيم الإجتماعي، فصار القيح يلعق القيح علّه يعتاش على السم الذي ينزف منه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
عندما تنازل لبنان "رسمياً" عن سيادته ومنح منظمة التحرير الفلسطينية حقوق مرور على أرضه وفق "تسوية" إتفاق القاهرة لعام 1969 أسقط "الصيغة" التي كانت أميركا ومصر الناصرية قد منحتها لفؤاد شهاب كي يحكم "بلدا حديثاً وموحداً" إثر ما عرف بثورة 1958. وبدأ مسار التسويات الإنحداري يتسلسل وصولاً إلى ما عرف بتسوية العهد التي أدى "تطبيقها المناقض لوعود زينت القبول بها" إلى إصابة الجسد اللبناني بداء العوز المناعي (سيدا أو إيدز) ما يؤهل المريض لمفارقة الحياة لا إذا تقيّح جرحه بل حتى إذا عطس في الصيف، على ما يقوله المثل الشعبي.
الطبيب الدولي-السعودي الذي أنتج "صيغة الإنقاذ" المعروفة بإتفاق الطائف في أيلول 1989 والتي أعادت هيكلة السلطة في البلد يقف غاضباً وعاتباً على لبنان الذي كان قد زيّن له "تسوية" تعزز تطبيقات صيغة الطائف ليفاجأ بأن "تطبيقات التسوية تقضم ولا تعزز الصيغة" التي إذا سقطت –ويبدو أنها متجهة إلى السقوط نتيجة تقيّح أعمدة الدولة- يدخل المريض حالة الغرغرينا أو الإشتراكات، ولا شفاء من الغرغرينا إلا بالبتر لمنع تمدد العفن، ولا نهاية لمسار الإشتراكات إلا ... الوفاة.
فماذا سيفعل الطبيب الدولي-السعودي؟؟؟ هل لديه (علاج) "لتصويب نواشز تطبيقات تسوية العهد كي يعيدها إلى ما كانت قد وعدت به، أم سيترك لبنان المريض كي يقتلع بأصابعه النازفة الأشواك التي زرعها بتطبيقاته الرعناء في ورود التسوية الموعودة ما حوّلها إلى قرط صبار""؟؟؟؟  
أم هل وصل التقيّح إلى درجة من الخطورة ما يستوجب البتر لإنقاذ ما تبقى من حلم موعود والحفاظ على صيغة طائف أنقذ شعوباً لبنانية تحاول بعض شراذمها الرعناء قتلها؟؟؟؟؟
مشهد "ميادين" لبنان الحالي حيث ينزف القيح في كل الإتجاهات يذكرنا بما قبل صيغة الطائف، والبعض يقول يذكرنا بحقبة الشراكة القسرية مع المحتل الأسدي الذي حوّل، هو ومن ورث دوره، أحلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوردية إلى قروط صبار لا تغلفها إلا الأشواك.
ما الذي أوصلنا إلى حقل الأشواك؟؟؟ الغباء؟؟؟ الرعونة؟؟؟ الدهاء؟؟؟؟؟الطمع؟؟؟
لا يوجد دهاء حيث لا يوجد غباء، ولا يزدهر الطمع إلا في جيوب الأغبياء. أما الرعونة فهي عيب خلقي لا علاج له.

الجمعة، 12 يوليو 2019

هل يدفع الشعب اللبناني ضريبة عقوبات أميركا على "الدولة اللبنانية"؟؟؟؟



هل يدفع الشعب اللبناني ضريبة عقوبات أميركا على "الدولة اللبنانية"؟؟؟؟

محمد سلام

الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية "لا تستهدف" حزب الله حصراً، بل "تستخدم نائبين" من الحزب المتهم بالإرهاب منصة لإستهداف دولة تعتبرها حاضنة للإرهاب، وممولة للإرهاب ومبيضة للأموال وفق التصنيف الأميركي، وقد ساهم نائب عبقري من بيئة "المئاومة" بتعزيز التهمة الأميركية إذ فاخر بأن نواب الحزب لا يتعاملون مع المصارف بل يقبضون رواتبهم "نقداً" ...
والحزمة الآتية من العقوبات الأميركية التي سيدعمها ويلتزم بها ويطبقها بحذافيرها حلفاء أميركا من العرب وغير العرب ستستهدف حيثيات، نيابية وبزنسية، من حلفاء الحزب المتلحفين بمحور "المئاومة" أو بالشراكية النفعية مع المحور إياه ... نقداً، كما يفاخر بعض اللبنانيين، علماً بأن المجتمع الدولي كله يعتبر أن أي تعامل نقدي هو مؤشر جدي إلى ممارسة تبييض الأموال غير القانونية، أكانت أموال مخدرات أو إتجار بالأسلحة والبشر أو عمولات فساد لترتيب صفقات، وكل ذلك يصب في تمويل الإرهاب.  
لن يستطيع لبنان أن يقنع المجتمع الدولي ببدعته أن حزب الله هو "مكون لبناني". قطعاً لن ينجح لبنان في بدعة إستحمار العقل الغربي تحديدا، لأن الذاكرة الجماعية للشعوب الغربية رفضت، مثلاً، تصنيف الجيش الأحمر الألماني (بادر-مينهوف) مكوناً وطنياً ألمانيا وقاتلته وأنهته بصفته إرهابياً.
والذاكرة الجماعية للشعوب الغربية رفضت تصنيف منظمة الألوية الحمراء الإيطالية التي مارست الخطف والتفجير والقتل في سبعينات القرن الماضي مكوناً وطنياً إيطاليا وقاتلتها وأنهتها بصفتها إرهابية في مواجهة شرسة عرفت ب سنوات الرصاص لإقتلاع Brigate Rosse.
والذاكرة الجماعية للمجتمع الدولي بكل شعوبة رفضت تصنيف الجيش الأحمر الياباني مكوناً وطنياً يابانياً وأنهته بصفته تنظيماً إرهابياً.
والذاكرة الجماعية للشعوب العربية تحديداً رفضت تصنيف جهيمان العتيبة مكوناً سعودياً وطنياً بل أيدت قتله في الكعبة وإنهاء جماعته.
لكل ما سلف، والكثير غيره كتجربة الجيش السري الأرمني لتحرير أرمينيا ASALA  الذي سُحق بإغتيال قائده المدعو هاغوب هاغوبيان في اليونان والجيش الجمهوري الإرلندي IRA الذي حل جناحه العسكري وبعثر إرهابييه على مساحة كوكب الأرض بحيث لا يتم إعتقالهم "بعد 300 سنة" كالمتهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نعم لكل ما سلف لن تنجح دولة لبنان في إقناع شعوب العالم بأن الحزب إياه هو "مكوّن لبناني"....
الملفت والخطير في التجربة اللبنانية هو أن كل التنظيمات الإرهابية التي سلف ذكرها لم تكن تحظى برعاية "دولتها أوبتمويل دولتها التي تقيم على أرضها ولم تكن دولتها التي تحتضنها على أرضها تصنفها مكوناً من مكوناتها"
فهل ستجعلنا دولتنا الذكية المخلصة لشعوبها ندفع ضريبة مكونها ... "اللبناني" المميز... عالمياً؟؟؟؟

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

سقوط آباء الكل ومصالحات "بزّق ولزّق"



سقوط آباء الكل ومصالحات "بزّق ولزّق"
محمد سلام
تمر العهود الرئاسية اللبنانية عادة بهرم ثلاثي على مدى سنواتها الست. سنتان لضلع النهوض، سنتان لضلع-أوتوستراد إستثمار النهوض. سنتان لضلع الوداع  أو السقوط. وتتم تسمية الضلع الثالث وفق ظروف المغادرة بناء على واحدة من معادلتين: ألله يذكرك بالخير ...أو... ضربة اللي تسد ما ترد.
التسوية التي أنتجت العهد، والمعروفة في أوساط النخب السياسية ومقاهي الطبقة البزنسية بإسم "تسوية نادر-جبران"، لم تعط عهدها ضلع نهوض او حتى ضلع صعود. راهنت على إصعاده أو إنهاضه في إنتخابات ال 2018 النيابية وحكومة "إلى العمل" الموعودة، فلم تفلح، لأن عهدها مثقل أساساً، بأحلام بزنسية تحولت إلى كوابيس سياسية حافلة بسيل جارف من تناقضات عصية على أي تلحيم أو صهر عضوي أو منطقي أو مبدئي، فكان لا بد من إبتداع معادلات غير واقعية توحد الصفات المبتدعة لرموزها، من دون أن توحّد الأهداف السياسية والمبدئية التي تقدمها الرموز للشعوب.
بداية أطلق على فخامة رئيس الجمهوريىة لقب "بي الكل" في سابقة لم تُخلع على أي رئيس، وعزز تمثيل بي الكل بكتلة وزارية لبي الكل إضافة إلى الكتلة الوزارية المنتخبه لكتلة تياره الوطني وحلفائه الإصلاحيين لتكوين مشهد العهد القوي. فصار فخامته أول رئيس للجمهورية يأتي من حزب سياسي ويمنح كتله إضافة إلى كتلة حزبه، ما يطرح تساؤلات إفتراضية في إتجاهات واقعية:
لو كان الدكتور سمير جعجع رئيساً للجمهورية فهل كان منح لقب "حكيم الكل" وحصل على كتلة وزارية لحكيم الكل إضافة إلى الكتلة الوزارية المنتخبة لحزبه، القوات اللبنانية؟؟؟ وهل كان بي الكل الحالي سيقبل بحكيم الكل المفترض؟؟؟
ولو كان معالي الوزير سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، فهل كان سيمنح لقب "خي الكل" ويحصل على كتلة وزارية لخي الكل إضافة إلى الكتلة الوزارية لتيار المردة؟؟؟ وهل كان بي الكل الحالي سيقبل بخي الكل المفترض بغض النظر عن شعار "أوعى خيك"؟؟؟
وبعد بي الكل أعلن دولة الرئيس سعد الحريري أنه "بي السنة" ما يجعل السنة خارج عباءة بي الكل، لأنه لا يمكن أن يكون للشخص الواحد "بيين"،  لكن الحريري لم يطالب بكتلة وزارية لبي السنة إضافة إلى كتلة بي تيار المستقبل... ما يبقي السنة تحت عباءة بي الكل ... إلتزاماً بتسوية العهد القوي...
ثم جاء دور فخامة "وزير الكل" ، جبران باسيل، إلى أن أثبت الشحّار الغربي ومن بعده شمال لبنان أنه بالكاد "وزير البعض"، فهو حتماً ليس وزير الدروز الذين قطعوا له الطريق، ولا وزير المسيحيين الذين قاطعوه، ولا وزير السنّة الذين رفضوه، وعندما وصل إلى زغرتا قاطعه السنة الذين كانوا قد إنتخبوه سنة  2018 وفاز بأصواتهم لأنه صديق بي السنّة.
فسقطت نظرية بي الكل، وثبت أن للبنانيين أكثر من 18 بي، لأنه يوجد لكل طائفة أكثر من بي واحد...
هذا في هالة غلاف "العهد القوي" وسقوط ضلع النهوض، ما إستتبع تضييق ضلع إستثمار النهوض وتحويله من أوتوستراد إلى مجرد "زاروب ممر قدم" يعمل على المحافظة عليه بتسويات ومصالحات موعودة وفق القاعدة المتوارثة "ممنوع تحديد مطلق الرصاصة الأولى" ما يعني أن المصالحة الوهمية حتمية على قاعدة "بزق ولزق"....
فهل ما زالت قاعدة "بزّق ولزّق" سارية أم أنها سقطت أيضاً، لا لأن اللبنانيين أصابهم وعي الحقيقة وأدركوا أهمية الرصاصة الأولى، ولكن لأن "ريقهم نشّف وما بقى فيهم يبزّقوا"؟؟؟؟؟
الجواب سيحمله الضلع الثالث، ضلع "السقوط"، بغض النظر عن مضمون ترنيمة "الوداع".
فهل من يعد نفسه بوراثة الأرض ومن عليها سيستخرج من جوف اللبنانيين الترحّم على عهد "بي الكل" أم سينفذ المجتمع الدولي في لبنان ما بدأ بتنفيذه في سوريا "وكل عنزة تلحق قطيعها"؟؟؟؟؟
الحقيقة الوحيدة الساطعة تقول إن "ما قبل الشحار الغربي ليس كما بعد طرابلس وعكار وزغرتا"

الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الرصاصة الأولى …وشرف إمرأة القيصر



الرصاصة الأولى وشرف إمرأة القيصر
محمد سلام
رصاصة أولى ما زالت "مجهولة" أطلقت على "بوسطة" ومحتفلين بتدشين كنيسة في عين الرمانة وأشعلت الحرب الأهلية وصلت سلالتها بعد 44 سنة إلى بلدة البساتين ما يجب أن يؤكد حتى للضرير الأعمى والجاهل الغبي أن مسار المآسي المتناسل في لبنان سببه تجهيل "فاعل أول" في كل محطات درب آلامنا لإخفاء السبب والحفاظ على العجب ... فهل نحن شعب يفضل أن يقسم بشرف إمرأة القيصر مع أنه يعرف أنها تمارس الدعارة علناً جهاراً ليلاً ونهاراً لأن الحفاظ على "هيبتها" أقل كلفة من فضح "عهرها"؟؟؟
منذ عصر يوم الأحد في 13 نيسان 1975 وحتى اليوم لم يسأل أحد من حوّل مسار "بوسطة" تقل لاجئين فلسطينيين فأدخلها إلى ضاحية عين الرمانة مع أنها كانت متوجهة إلى مخيم الضبية شمالي بيروت عبر مستديرة الصياد ما يجعل منطقة عين الرمانة بكاملها خارج مسارها؟؟؟
ولم يجب أحد عن سؤال علمي-تحقيقي-إجرائي إلزامي: من أطلق الرصاصة الأولى عندما وصلت البوسطة إلى حرم كنيسة يجري تدشينها في عين الرمانة؟؟؟؟
*وقبل رصاصة البوسطة، لم يقل أحد من أطلق الرصاصة التي قتلت زعيم صيدا معروف سعد أثناء قيادة مظاهرة صيادي السمك، ما أدى لاحقاً إلى رصاصة البوسطة. الحفاظ على شرف إمرأة القيصر أغلى من كل الذين سقطوا في حروب ... دعارتها.
*الشعب اللبناني كله عرف، ومن دون إعلان قضائي، من قتل المعلم كمال جنبلاط، والرئيس بشير الجميل، والرئيس رينه معوض، والمفتي الشيخ حسن خالد والشيج الدكتور صبحي الصالح، والرئيس رشيد كرامي، وغيرهم كثر. لكن الحفاظ على شرف إمرأة القيصر حال دون الإعلان عن أسماء القتلة "الحقيقيين".
*ولم يسأل أحد عمن أطلق الرصاصة الأولى في ما عرف "بإشتباك شجرة" الخط الأزرق قرب بلدة العديسة بالجنوب فقتل ضابطاً إسرائيلياً كان يجلس على مقدمة آليته وكاد يشعل حرباً إقليمية فيما المفاوضات جارية مع اليونيفل لتحديد ما إذا كانت القوة الإسرائيلية قد خرقت الخط الأزرق. اليونيفل حققت، وأبلغت تقريرها إلى الأمم المتحدة، لكن ... لبنان لم يعلن مضمون التقرير ... ربما لأنه "يغبّر" على شرف إمرأة القيصر....
*ولم يعلن أحد من حفر أنفاق الجنوب في منطقة عمل القرار الدولي 1701 وتجاوز الخط الأزرق؟؟؟ اليونيفل حققت، وأبلغت، لكن النتيجة لم تعلن. من فعلها؟؟؟ إسألوا صاحبة الشرف إمرأة القيصر.
*كثر سألوا "من أطلق الرصاصة الأولى" على جماعة الشيخ أحمد الأسير وعناصر الجيش اللبناني عندما كانوا يتفاوضون في عبرا، وقدموا أفلام فيديو تؤكد وجهة نظرهم وتمت توقيفات، وجرت وتجري محاكمات، لكن يبدو أن المحافظة على شرف إمرأة القيصر أغلى وأهم من معرفة من أطلق الرصاصة الأولى، ومن إخترق ميدان المعركة الذي كان، أو يفترض أنه كان، بعهدة الجيش اللبناني الذي لا ينفذ أي مهام، قتالية أو غير قتالية (بإستثناء المهام الخيرية والبيئية)، بالشراكة مع قوى ليست بإمرته، أكانت نظامية-قانونية، أو غير نظامية وغير قانونية.  فمن أطلق الرصاصة الأولى في عبرا ومن إخترق ميدان قتال ما تسبب بسقوط شهداء من الجيش اللبناني ومن الشعب اللبناني؟؟؟؟ من المعتدي؟؟؟؟
*بل، وقبل مأساة عبرا، من أطلق الرصاصات الأول في إجتياح بيروت في 7 أيار الشهير وفي الجبل الدرزي في 11 أيار؟؟؟؟ من هو المسؤول عن الشهدا والضحايا الأبرياء؟؟؟ من هو المعتدي؟؟؟ هل المحافظة على شرف إمرأة القيصر أغلى من كشف عوراتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*من أطلق الرصاصة الأولى في حادثة الشويفات الأولى؟؟؟؟
*من أطلق رصاصت القنص التي أصابت 3 أشخاص "بالرأس" في البساتين؟؟؟؟؟
*وعندما تصدر المحكمة الدولية أحكامها "الموعودة" قد نعرف من شارك في "تنفيذ عملية قتل" الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن قتل معه قبل 14 سنة، لكننا لن نعرف من أخذ قرار القتل، ومن موّل القتل، ومن دفع ثمن السيارة التي إستخدمت في القتل، ومن قدم المتفجرات التي إستخدمت في القتل، ومن أمّن الحماية للسيارة المفخخة أثناء تنقلها على طرقات لبنان، ومن عطّل كاميرات الشوارع من ومن ومن ... وكل ذلك لأن المحافظة على شرف إمرأة القيصر أهم من كشف عهرها؟؟؟؟؟!!!!!
*إذا عرف السبب بطل العجب، ولكن تجهيل السبب يبقي العجب حفاظاً على شرف ... إمرأة القيصر.
*صدق المفكّر اللبناني الراحل سعيد تقي الدين عندما قال: "أشرف ما تكون القحباء عندما تحاضر في العفة"
*وصدق سعيد تقي الدين أيضاً عندما قال: "الرأي العام ... بغل".(نظرية صارت تدرّس في علم صناعة الرأي العام)