لبنان تقيّحت تسوياته، فهل مصيره
البتر أو الموت؟؟؟
محمد سلام
نتائج فحوصات المختبر
الدولي للمريض لبنان كشفت أن التسويات التي تربط أوصاله منذ 50 عاماً قد تقيّحت
جميعها، وتفشي القيح يتسارع، فهل يعالج المريض بالبتر لمنع إصابته بالغرغرينا أو
تؤدي التقيحات إلى "إشتراكات جرثومية" تسفر عن موت الكيان
"الكبير" عشية الإحتفال بمئة سنة على ولادته؟؟؟
رائحة تعفّن التسويات صارت
تزكم الأنوف، والقيح يتسرب من الجروح ويلف
البلد، على كل المستويات، تقيّح أمني، تقيح سياسي، تقيّح إقتصادي، تقيّح مالي،
تقيّح عدلي، تقيّح معيشي، تقيّحصحي، تقيّح تربوي، تقيّح تجاري، تقيّح ضريبي، تقيّح
سلطوي، تقيّح تشريعي، تقيّح تنفيذي، تقيّح إداري، وتقيّح ضرب سلّم القيم
الإجتماعي، فصار القيح يلعق القيح علّه يعتاش على السم الذي ينزف منه إلى أن يقضي
الله أمراً كان مفعولا.
عندما تنازل لبنان
"رسمياً" عن سيادته ومنح منظمة التحرير الفلسطينية حقوق مرور على أرضه
وفق "تسوية" إتفاق القاهرة لعام 1969 أسقط "الصيغة" التي كانت
أميركا ومصر الناصرية قد منحتها لفؤاد شهاب كي يحكم "بلدا حديثاً وموحداً"
إثر ما عرف بثورة 1958. وبدأ مسار التسويات الإنحداري يتسلسل وصولاً إلى ما عرف
بتسوية العهد التي أدى "تطبيقها المناقض لوعود زينت القبول بها" إلى
إصابة الجسد اللبناني بداء العوز المناعي (سيدا أو إيدز) ما يؤهل المريض لمفارقة
الحياة لا إذا تقيّح جرحه بل حتى إذا عطس في الصيف، على ما يقوله المثل الشعبي.
الطبيب الدولي-السعودي الذي
أنتج "صيغة الإنقاذ" المعروفة بإتفاق الطائف في أيلول 1989 والتي أعادت
هيكلة السلطة في البلد يقف غاضباً وعاتباً على لبنان الذي كان قد زيّن له "تسوية"
تعزز تطبيقات صيغة الطائف ليفاجأ بأن "تطبيقات التسوية تقضم ولا تعزز الصيغة"
التي إذا سقطت –ويبدو أنها متجهة إلى السقوط نتيجة تقيّح أعمدة الدولة- يدخل
المريض حالة الغرغرينا أو الإشتراكات، ولا شفاء من الغرغرينا إلا بالبتر لمنع تمدد
العفن، ولا نهاية لمسار الإشتراكات إلا ... الوفاة.
فماذا سيفعل الطبيب
الدولي-السعودي؟؟؟ هل لديه (علاج) "لتصويب نواشز تطبيقات تسوية العهد كي
يعيدها إلى ما كانت قد وعدت به، أم سيترك لبنان المريض كي يقتلع بأصابعه النازفة
الأشواك التي زرعها بتطبيقاته الرعناء في ورود التسوية الموعودة ما حوّلها إلى قرط
صبار""؟؟؟؟
أم هل وصل التقيّح إلى درجة
من الخطورة ما يستوجب البتر لإنقاذ ما تبقى من حلم موعود والحفاظ على صيغة طائف
أنقذ شعوباً لبنانية تحاول بعض شراذمها الرعناء قتلها؟؟؟؟؟
مشهد "ميادين"
لبنان الحالي حيث ينزف القيح في كل الإتجاهات يذكرنا بما قبل صيغة الطائف، والبعض
يقول يذكرنا بحقبة الشراكة القسرية مع المحتل الأسدي الذي حوّل، هو ومن ورث دوره،
أحلام الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوردية إلى قروط صبار لا تغلفها إلا الأشواك.
ما الذي أوصلنا إلى حقل
الأشواك؟؟؟ الغباء؟؟؟ الرعونة؟؟؟ الدهاء؟؟؟؟؟الطمع؟؟؟
لا يوجد دهاء حيث لا يوجد
غباء، ولا يزدهر الطمع إلا في جيوب الأغبياء. أما الرعونة فهي عيب خلقي لا علاج له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق