الجمعة، 12 يوليو 2019

هل يدفع الشعب اللبناني ضريبة عقوبات أميركا على "الدولة اللبنانية"؟؟؟؟



هل يدفع الشعب اللبناني ضريبة عقوبات أميركا على "الدولة اللبنانية"؟؟؟؟

محمد سلام

الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية "لا تستهدف" حزب الله حصراً، بل "تستخدم نائبين" من الحزب المتهم بالإرهاب منصة لإستهداف دولة تعتبرها حاضنة للإرهاب، وممولة للإرهاب ومبيضة للأموال وفق التصنيف الأميركي، وقد ساهم نائب عبقري من بيئة "المئاومة" بتعزيز التهمة الأميركية إذ فاخر بأن نواب الحزب لا يتعاملون مع المصارف بل يقبضون رواتبهم "نقداً" ...
والحزمة الآتية من العقوبات الأميركية التي سيدعمها ويلتزم بها ويطبقها بحذافيرها حلفاء أميركا من العرب وغير العرب ستستهدف حيثيات، نيابية وبزنسية، من حلفاء الحزب المتلحفين بمحور "المئاومة" أو بالشراكية النفعية مع المحور إياه ... نقداً، كما يفاخر بعض اللبنانيين، علماً بأن المجتمع الدولي كله يعتبر أن أي تعامل نقدي هو مؤشر جدي إلى ممارسة تبييض الأموال غير القانونية، أكانت أموال مخدرات أو إتجار بالأسلحة والبشر أو عمولات فساد لترتيب صفقات، وكل ذلك يصب في تمويل الإرهاب.  
لن يستطيع لبنان أن يقنع المجتمع الدولي ببدعته أن حزب الله هو "مكون لبناني". قطعاً لن ينجح لبنان في بدعة إستحمار العقل الغربي تحديدا، لأن الذاكرة الجماعية للشعوب الغربية رفضت، مثلاً، تصنيف الجيش الأحمر الألماني (بادر-مينهوف) مكوناً وطنياً ألمانيا وقاتلته وأنهته بصفته إرهابياً.
والذاكرة الجماعية للشعوب الغربية رفضت تصنيف منظمة الألوية الحمراء الإيطالية التي مارست الخطف والتفجير والقتل في سبعينات القرن الماضي مكوناً وطنياً إيطاليا وقاتلتها وأنهتها بصفتها إرهابية في مواجهة شرسة عرفت ب سنوات الرصاص لإقتلاع Brigate Rosse.
والذاكرة الجماعية للمجتمع الدولي بكل شعوبة رفضت تصنيف الجيش الأحمر الياباني مكوناً وطنياً يابانياً وأنهته بصفته تنظيماً إرهابياً.
والذاكرة الجماعية للشعوب العربية تحديداً رفضت تصنيف جهيمان العتيبة مكوناً سعودياً وطنياً بل أيدت قتله في الكعبة وإنهاء جماعته.
لكل ما سلف، والكثير غيره كتجربة الجيش السري الأرمني لتحرير أرمينيا ASALA  الذي سُحق بإغتيال قائده المدعو هاغوب هاغوبيان في اليونان والجيش الجمهوري الإرلندي IRA الذي حل جناحه العسكري وبعثر إرهابييه على مساحة كوكب الأرض بحيث لا يتم إعتقالهم "بعد 300 سنة" كالمتهمين بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نعم لكل ما سلف لن تنجح دولة لبنان في إقناع شعوب العالم بأن الحزب إياه هو "مكوّن لبناني"....
الملفت والخطير في التجربة اللبنانية هو أن كل التنظيمات الإرهابية التي سلف ذكرها لم تكن تحظى برعاية "دولتها أوبتمويل دولتها التي تقيم على أرضها ولم تكن دولتها التي تحتضنها على أرضها تصنفها مكوناً من مكوناتها"
فهل ستجعلنا دولتنا الذكية المخلصة لشعوبها ندفع ضريبة مكونها ... "اللبناني" المميز... عالمياً؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق