سقطت "صيغة
الحكم" فهل يفدونها بالحكومة كي لا يسقط النظام؟؟؟
محمد سلام
الحصيلة "السياسية الأولية"
ليوم "الشغب والغضب" الذي عم لبنان يوم أمس الخميس هي سقوط "صيغة
الحكم" التي فرضها المحتل الأسدي منذ سيطرته على كامل البلد بعد جريمة 13
تشرين الأول 1990 وما زالت سارية حتى اليوم وعُرفت بإسم "الديمقراطية التوافقية".
فما هي هذه الكذبة أو البدعة التي سقطت أمس تحت
أقدام شعب غاضب جائع هائج؟؟؟
هي تكوين سلطة من رقع
سياسية متناقضة عقائدياً متشاركة مصلحياً وجمعها رقعة رقعة في هيئة سلطوية تدير
آلية أدائها وتحدد خياراتها وترسم قراراتها ... سلطة إلإحتلال.
خرج الإحتلال الأسدي وورثة
الإحتلال الإيراني وبقيت صيغة الحكم الرقعي مستمرة، وكان أبلغ من وصفها في حقبة
تأسيسها الأسدية الوزير "الشاب" سليمان فرنجية الذي تساءل في أحد
إجتماعات الحكومة التي كانت تضم بدعة الوزراء المشاغبين "على شو مختلفين، ما
كلنا حلفاء سوريا" بما يعني أن الأمر يأتي من سلطة الإحتلال وتنفذه سلطة
الحكم من رئيسها إلى المسؤول عن خدمة الضيافة في المقر الذي تجتمع فيه.
أخطر ما في سقوط "صيغة
الحكم" أنها تؤشر إلى إمكانية سقوط النظام. فماذا سيفعل الحكام لتدارك سقوط
النظام؟؟
هل يسقطون الحكومة لإمتصاص
النقمة ويستبدلوها بحكومة مماثلة في جوهر الصيغة التوافقية المزعومة بهدف إعادة
إحياء صيغة الحكم الساقطة لضمان إستمرار مسيرة "ديمقراطية توافق الرقع الفاسدة
إياها"؟؟؟
إذا وافق الشعب الغاضب
ومرّت عليه الحيلة، فإن الحكومة الموعودة ستسقط أيضاً بعد فترة كونها عاجزة عن
إنتاج قرارات سياسية-إقتصادية-إدارية من قماشة واحدة. فهي مجرد رقع مرقوعة على رقع
تفسخت وتمزقت وسقطت عن جسد الحكم الذي بان عُريه وجف نهره.
هل يلجأ أهل صيغة الحكم
الساقطة إلى حيلة أكثر ألماً وكلفة لهم، لكنها أكثر خبثاً ويمكنها –بإعتقادهم-
إنقاذ النظام من السقوط، فيعملون على تكوين حكومة جديدة من لون واحد لتحكم البلد وتحصد
شرف الوهمي، إذا نهض، أو تدفع هي ثمن سقوطه بدلاً من أن يسقط النظام على رؤوس أهل
صيغة الحكم كلهم؟؟؟؟
صيغة "البوتكس" التجميلية
هذه ستسقط حتماً بالإشتباك السياسي المحلي الذي هو مرآة الإشتباك السياسي
العالمي-الإقليمي وسيكون سقوطها عنيفاً دموياً يدفع ثمنه الشعب ويسقط معه النظام
السياسي بأكملة، بدءاً بتسوية العهد الميمون ويدخل لبنان حقبة "إعادة هيكلة
دول الهلال العصية على الإصلاح"...
أتذكرون متى كتبنا على هذه
الصفحة عن إعادة هيكلة دول الهلال العصية على الإصلاح؟؟؟ العملية جارية الآن في
سوريا والعراق والباب مفتوح للبنان كممر إلزامي إلى حقبة جديدة عبر إعادة الهيكلة.
الجعدنة المحلية التي تضج
في البلد حالياً هي مجرد غبارعقول تعتقد أنها قادرة على إبتداع حلول سيكون أصحابها
أول ضحاياها "الحلال".
الملاحظة الملفتة التي طلعت
بها يوم أمس من متابعة ميادين الإحتجاج في الشمال وبيروت وجبل لبنان والبقاع وصيدا
والجنوب هي عبارة ترددت على ألسنة البعض في كل هذه الميادين: "البلد بدها
واحد متل محمد بن سلمان يحبسهم ويشلحهن مصرياتنا اللي سرقوهن"...
هؤلاء ما كانوا يعلنون
الولاء للسعودية علماً بأن بعضهم خصوم وأعداء للسعودية. هؤلاء كلهم كانوا يطالبون
بتكرار مشهد أوتيل الريتز الذي سجن فيه ولي العهد السعودى أثرياء فاسدين وصادر
أموالهم.
هؤلاء يريدون ... العقاب
لمن "سرق أموالنا" ...
فهل يسقط النظام، وإذا سقط،
ماذا سيكون مصير "يللي سرقوا مصرياتنا" في أي قصور ومنتجعات؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق