الاثنين، 21 أكتوبر 2019

ما هي خيارات لبنان؟؟؟؟




ما هي خيارات لبنان؟؟؟؟

محمد سلام

خريف لبنان يزهر فرحاً في ساحات الإحتجاج الشعبي، على نقيض مشهد الخريف الطبيعي وعلى نقيض مشاهد "الربيع العربي" الذي تساقطت وروده دموعاً ودماءً ودماراً ونزوحاً في ساحات الوغى بعدما أضاعت شعوبة الفرق الهائل بين مفهومي "الثورة والثأر"
"لبنان جديد يجب (يجب) أن يولد خطوة خطوة (خطوة خطوة) من الإحتجاجات السلمية الرائعة التي وحّدت شعباً وبشّرت بولادة أمة من رحم لبنان الكبير الذي ما كان يوماً سوى تجمّعاً لقبائل متناحرة مكّنت عصابات الفساد والسرقة من إستعبادها وحكمها". بهذه العبارة المعبّرة فعلاً وصف دبلوماسي غربي رفيع مشهد ساحات الإحتجاج التي غلّفت كل لبنان بالطول وبالعرض.
لكن يجب التعمّق في معنى مفردة (يجب) ومغزى معادلة (خطوة خطوة) كي ندرك أبعاد المشهد، ونميّز بين المتاح عبر المسار السلمي الذي أزهر في الخريف كي لا نحوّله إلى ربيع دموي يذبح وروده بنكده ورعونة "تراكم حقده وعشقه الغرائزي للثأر وعدم تعمّقه في مغزى مفهوم الثورة.
نبدأ "بخطوة خطوة" وهي المعادلة السياسية التي أسسها أهم وزير خارجية أميركي إسمه هنري كيسنجر "وأنجزت" كل التحولات الشرق أوسطية منذ ستينات القرن الماضي.
"خطوة خطوة" هي ما يسميه بعض المنظّرين العرب "خذ وطالب" بمعنى أن لا ترفض ما هو متاح وممكن "الآن" على أمل أن تحصل على كل ما ترغب فيه أو تحلم به، بل إقبل بما هو متاح الآن وإستمر بالمطالبة بما تريد تحقيقه كاملا".
فما هو المتاح أو الممكن "الآن" للإحتجاجات اللبنانية السلميّة الحضارية التي أزهرت في الخريف؟؟؟
الساحات بحاجة إلى "إنتصار ما كي لا تتحول ربيعاً دموياً وسلطة الفساد البوليسية بحاجة إلى الهروب من مصير الرئيس تشاوتشيسكو الروماني الذي أعدمته ثورته هو وجهاز سيكيوريتات الذي كان يدوس به على رقاب شعبه، كما بحاجة إلى الهروب من مشهد السودان الذي جمع الفاسدين في أقفاص وصادر أموالهم وعرضهم في الشوارع".
 تجربة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسجن فندق الريتز ومصادرة أموال الفاسدين ليست خياراً متاحاً في لبنان لا للساحات الغاضبة بفرح ولا لسلطة الفساد البوليسية الخائفة بشراسة.
فما هو المتاح كي لا يتحول نهر الشعب إلى نهر دم؟؟؟
على سلطة الفساد البوليسية، كي تتفادي مصير تشاوشسكو و سيكيوريتاته الأمنية الرومانية وأقفاص السودان أن تقدم للساحات تنازلاُ غير ورقي وغير وهمي وغير وعدي. فالناس غير مستعدة لتصديق وعود من كان بالأمس في نظرهم لصاً فاسداً متجبراً ظالما وأيضا ... قاتلاً.
وعلى الساحات أن تفرح "بنصر خطوة أولى ضمن مسار الخطوة خطوة، فرحلة الأف ميل تبدأ بخطوة وتستمر، خصوصاً إذا ما كانت حقبة ما قبل الخطوة الأولى طولها مليار ميل.
فما هي الخطوة الأولى التي تفرح الساحات، والتي لا خيار أمام سلطة الفساد البوليسية سوى تقديمها لعدم اللحاق بتشاوشيسكو والضيافة في أقفاص السودان؟؟؟
على الساحات أن تصر على الإنتصار بخطوة أولى "متوازنة تقيد السلطة على ان تتضمن هدتنين، إحداهما مسيحية مارونية وشقيقتها مسلمة سنية كي تمنع السلطة الخبيثة من خرقها وتشتيتها عبر حقنها المذهبية الطائفية التي تمول وجودها أساساً."
البلد اليوم أمام خيارين: تسليم القيادة لقاسم سليناني لمواجهة كابوس تشاوشيسكو وأقفاص السودان أو التخلّص من "عبء محمد وجبران"
فمن ينقذ "نهر الشعب" من تحويله إلى "نهر الدم"؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق