الثلاثاء، 2 يوليو 2019

الرصاصة الأولى …وشرف إمرأة القيصر



الرصاصة الأولى وشرف إمرأة القيصر
محمد سلام
رصاصة أولى ما زالت "مجهولة" أطلقت على "بوسطة" ومحتفلين بتدشين كنيسة في عين الرمانة وأشعلت الحرب الأهلية وصلت سلالتها بعد 44 سنة إلى بلدة البساتين ما يجب أن يؤكد حتى للضرير الأعمى والجاهل الغبي أن مسار المآسي المتناسل في لبنان سببه تجهيل "فاعل أول" في كل محطات درب آلامنا لإخفاء السبب والحفاظ على العجب ... فهل نحن شعب يفضل أن يقسم بشرف إمرأة القيصر مع أنه يعرف أنها تمارس الدعارة علناً جهاراً ليلاً ونهاراً لأن الحفاظ على "هيبتها" أقل كلفة من فضح "عهرها"؟؟؟
منذ عصر يوم الأحد في 13 نيسان 1975 وحتى اليوم لم يسأل أحد من حوّل مسار "بوسطة" تقل لاجئين فلسطينيين فأدخلها إلى ضاحية عين الرمانة مع أنها كانت متوجهة إلى مخيم الضبية شمالي بيروت عبر مستديرة الصياد ما يجعل منطقة عين الرمانة بكاملها خارج مسارها؟؟؟
ولم يجب أحد عن سؤال علمي-تحقيقي-إجرائي إلزامي: من أطلق الرصاصة الأولى عندما وصلت البوسطة إلى حرم كنيسة يجري تدشينها في عين الرمانة؟؟؟؟
*وقبل رصاصة البوسطة، لم يقل أحد من أطلق الرصاصة التي قتلت زعيم صيدا معروف سعد أثناء قيادة مظاهرة صيادي السمك، ما أدى لاحقاً إلى رصاصة البوسطة. الحفاظ على شرف إمرأة القيصر أغلى من كل الذين سقطوا في حروب ... دعارتها.
*الشعب اللبناني كله عرف، ومن دون إعلان قضائي، من قتل المعلم كمال جنبلاط، والرئيس بشير الجميل، والرئيس رينه معوض، والمفتي الشيخ حسن خالد والشيج الدكتور صبحي الصالح، والرئيس رشيد كرامي، وغيرهم كثر. لكن الحفاظ على شرف إمرأة القيصر حال دون الإعلان عن أسماء القتلة "الحقيقيين".
*ولم يسأل أحد عمن أطلق الرصاصة الأولى في ما عرف "بإشتباك شجرة" الخط الأزرق قرب بلدة العديسة بالجنوب فقتل ضابطاً إسرائيلياً كان يجلس على مقدمة آليته وكاد يشعل حرباً إقليمية فيما المفاوضات جارية مع اليونيفل لتحديد ما إذا كانت القوة الإسرائيلية قد خرقت الخط الأزرق. اليونيفل حققت، وأبلغت تقريرها إلى الأمم المتحدة، لكن ... لبنان لم يعلن مضمون التقرير ... ربما لأنه "يغبّر" على شرف إمرأة القيصر....
*ولم يعلن أحد من حفر أنفاق الجنوب في منطقة عمل القرار الدولي 1701 وتجاوز الخط الأزرق؟؟؟ اليونيفل حققت، وأبلغت، لكن النتيجة لم تعلن. من فعلها؟؟؟ إسألوا صاحبة الشرف إمرأة القيصر.
*كثر سألوا "من أطلق الرصاصة الأولى" على جماعة الشيخ أحمد الأسير وعناصر الجيش اللبناني عندما كانوا يتفاوضون في عبرا، وقدموا أفلام فيديو تؤكد وجهة نظرهم وتمت توقيفات، وجرت وتجري محاكمات، لكن يبدو أن المحافظة على شرف إمرأة القيصر أغلى وأهم من معرفة من أطلق الرصاصة الأولى، ومن إخترق ميدان المعركة الذي كان، أو يفترض أنه كان، بعهدة الجيش اللبناني الذي لا ينفذ أي مهام، قتالية أو غير قتالية (بإستثناء المهام الخيرية والبيئية)، بالشراكة مع قوى ليست بإمرته، أكانت نظامية-قانونية، أو غير نظامية وغير قانونية.  فمن أطلق الرصاصة الأولى في عبرا ومن إخترق ميدان قتال ما تسبب بسقوط شهداء من الجيش اللبناني ومن الشعب اللبناني؟؟؟؟ من المعتدي؟؟؟؟
*بل، وقبل مأساة عبرا، من أطلق الرصاصات الأول في إجتياح بيروت في 7 أيار الشهير وفي الجبل الدرزي في 11 أيار؟؟؟؟ من هو المسؤول عن الشهدا والضحايا الأبرياء؟؟؟ من هو المعتدي؟؟؟ هل المحافظة على شرف إمرأة القيصر أغلى من كشف عوراتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
*من أطلق الرصاصة الأولى في حادثة الشويفات الأولى؟؟؟؟
*من أطلق رصاصت القنص التي أصابت 3 أشخاص "بالرأس" في البساتين؟؟؟؟؟
*وعندما تصدر المحكمة الدولية أحكامها "الموعودة" قد نعرف من شارك في "تنفيذ عملية قتل" الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن قتل معه قبل 14 سنة، لكننا لن نعرف من أخذ قرار القتل، ومن موّل القتل، ومن دفع ثمن السيارة التي إستخدمت في القتل، ومن قدم المتفجرات التي إستخدمت في القتل، ومن أمّن الحماية للسيارة المفخخة أثناء تنقلها على طرقات لبنان، ومن عطّل كاميرات الشوارع من ومن ومن ... وكل ذلك لأن المحافظة على شرف إمرأة القيصر أهم من كشف عهرها؟؟؟؟؟!!!!!
*إذا عرف السبب بطل العجب، ولكن تجهيل السبب يبقي العجب حفاظاً على شرف ... إمرأة القيصر.
*صدق المفكّر اللبناني الراحل سعيد تقي الدين عندما قال: "أشرف ما تكون القحباء عندما تحاضر في العفة"
*وصدق سعيد تقي الدين أيضاً عندما قال: "الرأي العام ... بغل".(نظرية صارت تدرّس في علم صناعة الرأي العام)



هناك 4 تعليقات:

  1. كما عودتنا دائما بالتحليل وسرد الوقائع كاملة قليل ما نرى ونسمع احدا يدوس على الجرح مباشرة القوادة واحدة والعاهرات العاملين تحت امرتها كثر حماك الله استاذ سلام

    ردحذف
  2. الاستاذ محمد سلام تحية لك ولقلمك الحر - تحية لرجل تسلح بالقلم والفكر دائما مقالاتك تشفي الغليل وتروي عطش المعرفة والحرأة

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا للمتابعة والتعليق والتقدير . آراؤكم تغني معرفتنا ، تحياتي

      حذف